فصل: المهيع الثاني في ذكر الألقاب والنعوت المستعملة عند كتاب الزمان وبيان معانيها ومن يقع عليه كل واحد منها من أرباب السيوف وغيرهم:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: صبح الأعشى في كتابة الإنشا (نسخة منقحة)



.الجملة السادسة في بيان الألقاب المفرعة على الأصول المتقدمة:

وفيها مهيعان:

.المهيع الأول في بيان أقسامها:

وهي على نوعين:
النوع الأول: المفردة:
وهي صنفان:
الصنف الأول: المجردة عن ياء النسب:
كالسلطان، والملك، والأمير، والقاضي، والشيخ، والصدر، والأجل، والكبير، والعالم، والعامل، والأوحد، والأكمل، وما أشبه ذلك.
الصنف الثاني: الملحق بها ياء النسب:
كالسلطانيّ، والملكيّ، والأميريّ، والقضائيّ، والقاضويّ، والشيخيّ، والصدريّ، والأجليّ، والكبيريّ، والعالميّ، والعامليّ، والأوحديّ، والأكمليّ. ونحو ذلك.
ثم الألقاب الملحقة بها ياء النسب تارةً يراد بالنسب فيها النسب الحقيقي على بابه: كالقضائيّ، لأنه منسوبٌ إلى القضاء الذي هو موضوع الوظيفة التي مناطها فصل الحكومات الشرعية على ما تقدم، وتارةً يراد به المبالغة كالقاضويّ، فإنه منسوب إلى القاضي نفسه مبالغةً. وفي معناه الأميريّ نسبةٌ إلى الأمير، والوزيريّ نسبة غلى الوزير، والشيخيّ نسبةٌ إلى الشيخ، والكبيريّ نسبة إلى الكبير، والعالميّ نسبة إلى العالم، وما أشبه ذلك.
والأصل فيه أن عادة العرب أنهم إذا أرادوا المبالغة في وصف شيءٍ أدخلوا عليه ياء النسب في آخره للمبالغة في وصفه فيقولون في الأحمر إذا قصدوا المبالغة في وصفه بالحمرة أحمريٌّ ونحو ذلك على ما هو مقرر في كتب النحو المبسوطة كالتسهيل ونحوه، ثم منها ما يستعمل بالتجريد عن ياء النسب أو إثباتها: كالعالم، والعالميّ، ومنها ما يستعمل مجرداً عنها فقط كالقطب والغوث من ألقاب الصوفية، ومنها ما يستعمل بإثباتها فقط كالغياثيّ، وبكل حالٍ فالألقاب التي قد تثبت ياء النسب في آخرها وقد لا تثبت كالأمير والأميريّ إن كانت من ألقاب المجلس الساميّ بالياء فما فوقه من المجلس العالي والجناب العالي، والمقر والمقام على مراتبها تثبت الياء في آخرها، وإن كانت من ألقاب المجلس السامي بغير ياء فما دونه من مجلس الأمير ومجلس القاضي، ومجلس الشيخ، ومجلس الصدر، والأمير، والقاضي، والشيخ، والصدر، لم تثبت الياء في آخرها. والألقاب المضافة إلى الدين، مثل ناصر الدين وشمس الدين ونور الدين وعز الدين وولي الدين وسيف الدين وما أشبه ذلك إن كانت في ألقاب من تثبت الياء في ألقابه من المجلس السامي بالياء فما فوقه حذف المضاف إليه وأدخلت الألف واللام على المضاف وألحقت به ياء النسب، فيقال في ناصر الدين الناصري وفي شمس الدين الشمسيّ وفي نور الدين النوريّ وفي عز الدين العزيّ وفي ولي الدين الولويّ وفي سيف الدين السيفيّ وما أشبه ذلك.
النوع الثاني: المركبة:
وهي المعبر عنها بالنعوت. وأكثر ما يكون التركيب فيها بالإضافة ثم تارةً تكون بإضافةٍ واحدةٍ نحو ممهد الدول وتارةً تكون بإضافتين نحو سيد أمراء العالمين وتارة تكون بثلاث إضافاتٍ نحو حاكم أمور ولاة الزمان وربما زيد على ذلك، وتارة تكون بوصف المضاف، نحو بقية السلالة الطاهرة وتارة تكون بالعطف على المضاف إليه: إما بعطفٍ واحد، نحو سيد الملوك والسلاطين وإما بأكثر، نحو فاتح الممالك والأقاليم والأقطار وتارة تكون بجارٍّ ومجرور بعد المضاف إليه، نحو سيد الأمراء في العالمين وربما توسط النعت بين المضاف إليه والجار والمجرور، نحو سيد الأمراء الأشراف في العالمين. وقد يكون التركيب بغير الإضافة إما بالجار والمجرور، نحو المجاهد في سبيل رب العالمين وإما بغير ذلك مثل المعفّي آل ساسان وغير ذلك مما يجري هذا المجرى.
واعلم أنه إذا كان لقب الأصل مفرداً نحو المقر والجناب، جاءت ألقابه ونعوته مفردةً فيقال المقر الشريف والجناب الشريف والمقر الكريم وفي نعوته سيد الأمراء في العالمين ونحو ذلك.
ثم إن كان مذكراً جاء بصيغة التذكير، كما تقدم في ألقاب المقر.
وإذا كان لقب الأصل فيه مؤنّثاً كالجهة في ألقاب النساء، أتت ألقابه ونعوته مؤنثة تبعاً له، فيقال في ألقاب الجهة الجهة الشريفة أو الجهة الكريمة العالية وفي النعوت سيدة الخواتين في العالمين ونحو ذلك.
وإن كان اللقب في الأصل مجموعاً، نحو مجالس الأمراء كما يكتب في المطلقات، جاءت الألقاب والنعوت مجموعةً فيقال في الألقاب الأجلاء الأكابر وما أشبه ذلك. وفي النعوت إن كان ذلك اللقب اسم جنس نحو عضد الملوك والسلاطين أو مصدراً، نحو عون الأمة جاز إبقاؤه على الإفراد كذلك: لأن المصدر واسم الجنس لا يثنّيان ولا يجمعان، وإن لوحظ فيه معنى التعدد، جاز الجمع فيقال أعوان الأمة وأعضاد الملوك والسلاطين ونحو ذلك، وقد أشار إلى ذلك المقر الشهابيّ بن فضل الله في كتابه التعريف في الكلام على كتابة المطلقات فقال ونحو عضد وأعضاد.

.المهيع الثاني في ذكر الألقاب والنعوت المستعملة عند كتاب الزمان وبيان معانيها ومن يقع عليه كل واحد منها من أرباب السيوف وغيرهم:

الألقاب المستعملة عند الكتاب:
وهي نوعان:
النوع الأول: الألقاب الإسلامية:
وهي صنفان:
الصنف الأول: المذكرة: وهي ضربان:
الضرب الأول: الألقاب المفردة المختصة في اصطلاح الكتاب باسم الألقاب:
وهذه جملة منها مرتبة على حروف المعجم ليسهل استخراجها.
حرف الألف:
الأتابكي وهو من ألقاب أمير الجيوش ومن في معناه، كالنائب الكافل ونحوه، وهو بالأتابك أخص. وقد تقدم معنى الأتابك في الكلام على ألقاب أرباب الوظائف، وأن أصله فقلبت تاءً في الاستعمال، وأن معناه الأب الأمير وحينئذ فتكون النسبة فيه للمبالغة. نعم إن نسب إليه غيره من أتباعه كانت النسبة إليه حقيقية على بابهما.
الأتقى من الألقاب ملوك المغرب التي يكتب إليهم بها من الأبواب السلطانية، مضاهاةً لما يوجد في مكاتباتهم من الألقاب، وهو أفعل التفضيل من التقوى.
الأثير بالثاء المثلثة من ألقاب أرباب الأقلام: من القضاة والعلماء والكتاب ونحوهم، وربما استعمل في ألقاب الصلحاء أيضاً. وأصله في اللغة المخالص، وحينئذ فيصلح أن يكون لقباً لكل من نسب إلى المخالصة من أرباب السيوف والأقلام جمعياً، والأثيري نسبة إليه للمبالغة.
الأثيل بالمثلثة أيضاً من ألقاب أرباب الأقلام كالأثير، ومعناه في اللغة الأصيل، ومنه قيل مجدٌ وأثيل أي أصيل. وحينئذ فيصلح أن يكون لقباً لكل ذي أصالة من أرباب السيوف والأقلام، والأثيلي نسبةٌ إليه للمبالغة.
الأجل يكون في الاصطلاح من ألقاب السلطان كما يقال السلطان السيد الأجل ويكون من ألقاب السامي بغير ياء فما دونه فيقال: السامي الأمير الأجل. ونحو ذلك، وهو مما ينكر على كتاب الزمان: لاستعماله في الأعلى والأدنى على ما سيأتي إن شاء الله تعالى. على أن هذا اللقب في الدولة الفاطمية كان هو أعلى الألقاب وأرفعها قدراً، حتى قال ابن شيثٍ في معالم الكتابة: إنه محظورٌ على غير الوزير. وقد كانت الوزارة في زمانهم بمثابة السلطنة في زماننا، فتصرف فيه الكتاب حتى استعملوه في أدنى الرتب أيضاً، والأجلي نسبةٌ إليه للمبالغة.
الأخص من ألقاب أرباب السيوف، والكتاب يستعملونه في أدنى ألقاب مما تسقط فيه ياء النسب: من السامي بغير ياء فما دونه، على أن معناه رفيع، لأخذه من الخصوصية، وهي الانفراد بالشيء، وكان الأحق أن يكون مختصاً بالألزام المقربين دون غيرهم، والأخصي نسبة إليه للمبالغة.
الأخوي من الألقاب المختصة في الغالب بالمكاتبات الإخوانية، وربما وقعت في المكاتبات الملوكية إذا كان قدر الملكين المتكاتبين متقارباً، وهو نسبةٌ إلى الاخوة، وكأنه جعله أخاه حقيقةً.
الأريب من ألقاب أرباب الأقلام. وهو في اللغة العاقل، ومنه قيل للدهاء إربٌ بكسر الهمزة وإسكان الراء لأن الرهاء من جملة العقل، والأريبي نسبةٌ إليه للمبالغة.
الأرقى من ألقاب ملوك المغرب. وهو مأخوذ من الرقي: وهو الارتفاع والعلو في الدرج.
الأزكى من ألقاب ملوك المغرب أيضاً. وهو مأخوذ من الزكاة: وهي الزيادة، كأنه نسبه إلى الزيادة في الرفعة ونحوها.
الأسرى بالسين المهملة من ألقاب ملوك المغرب. وهو مأخوذ من السرو وهو سخاء في مروءة، ومنه قيل لمن اشتمل على ذلك سري، وبه لقب من سري الدين.
الاسفهسلار بسيني مهملتين بينهما فاء ثم هاء من ألقاب أرباب السيوف، وكان في الدولة الفاطمية لقباً على صاحب وظيفةٍ تلي صاحب الباب، على ما تقدم بيانه في الكلام على ترتيب الدولة الفاطمية في المقالة الثانية. ومعناه مقدم العسكر وهو مركب من لفظين: فارسي، وتركي، فأسفه بالفارسية بمعنى المقدم، وسلار بالتركية بمعنى العسكر، والعامة تقول لبعض من يقف بباب السلطان من الأعوان أسباسلار بالباء الموحدة، وكأنهم راعوا فيه معنى المقدم في الجملة، والباء تعاقب الفاء في اللغة الفارسية كثيراً، ولذلك قالوا: أصبهان وأصفهان بالباء والفاء جميعاً، والأسفهسلاري نسبةٌ إليه للمبالغة. وقد ذكر المقر الشهابي بن فضل الله في بعض دساتيره أن هذا اللقب يختص بأمراء الطبخاناه على أنه قد ترك استعماله في زماننا، وكأنهم كرهوا مشاركة بعض الأعوان فيه فأضربوا عنه لذلك، أو لم يفهموا معناه فتركوه.
الأسنى من ألقاب المغرب. وهو مأخوذ من السناء بالمد: وهو الرفعة، ويجوز أن يكون من السنا بالقصر: وهو الضياء.
الأشرف من ألقاب المقام والمقر في مصطلح كتاب الزمان على ما تقدم ذكره، وربما وقع أيضاً في ألقاب ملوك المغرب. وهو أفعل التفضيل من الشرف بمعنى العلو.
الأصعد من ألقاب ملوك المغرب، وهو أفعل التفضيل من الصعود ضد الهبوط.
الأصيل من ألقاب أرباب الأقلام غالباً. وربما وقع في ألقاب أرباب السيوف إذا كان لصاحب اللقب عراقة نسب، وهو فعيل من الأصل بمعنى الحسب، والأصيلي نسبةٌ إليه للمبالغة. قال في عرف التعريف: ويختص بمن له ثلاثةٌ في الرياسة، ابن عن أبٍ عن جدٍّ.
الأضخم من ألقاب ملوك المغرب، وهو مأخوذ من الضخامة، والمراد بها هنا العظمة. وهي في الأصل اللغة والغلظ واستعملت في العظمة تجوزاً.
الأعز من ألقاب ملوك المغرب، وقد يستعمل في ألقاب من لم يثبت فيه ياء النسب من السامي بغير ياء فما دونه كالأخص: فيقال الأعز الأخص ونحو ذلك، وهو أفعل التفضيل من العز.
الأعظم من ألقاب السلطان، يقال فيه السلطان الأعظم ويقع في ألقاب ملوك المغرب أيضاً. وهو أفعل التفضيل من العظمة: وهي الكبرياء.
الأعلى من ألقاب ملوك المغرب، وهو أفعل التفضيل من العلو: وهو الارتفاع.
الأعلم من ألقاب ملوك المغرب. وهو أفعل التفضيل من العلم الذي هو خلاف الجهل.
الأفخم من ألقاب ملوك المغرب. وهو أفعل التفضيل من الفخامة: وهي العظمة والقوة.
الأفضل من ألقاب السلطان، ويستعمل في ألقاب ملوك المغرب أيضاً وهو أفعل التفضيل من الفضل بمعنى الزيادة، والمراد الزيادة في الفضيلة.
الأكمل من ألقاب السلطان أيضاً، ويستعمل في ألقاب ملوك المغرب، وفي ألقاب من لم تثبت فيه ياء النسب من السامي بغير ياء فما دونه، والأكميلي نسبةٌ إليه للمبالغة.
الإمام من ألقاب الخلفاء كما يقال في المكاتبات عنهم من عبد الله ووليه الإمام الفلاني وقد تقدم أن أول من تلقب به إبراهيم بن محمد أول من بويع له بالخلافة من بني العباس، ويقع أيضاً في ألقاب أكابر العلماء. وأصل الإمام في اللغة الذي يقتدي به، ولذلك وقع على المجتهدين كالأئمة الأربعة أصحاب المذاهب المشهورة: وهم الشافعي، ومالكٌ، وأبو حنيفة وأحمد. والإمامي نسبةٌ إليه للمبالغة.
الأمجد من ألقاب ملوك المغرب، وربما كتب به للتجار ونحوهم في ألقاب الصدر الأجل. وهو أفعل التفضيل من المجد: وهو الشرف أو الأصالة.
الأميري من ألقاب أرباب السيوف. قال في فرف التعريف: ويكتب به لكبار وإن كانوا من أرباب الأقلام. وذكر في دستورٍ له آخر أنه يكتب به لنقيب الأشراف ولا يكتب له القضائي أصلاً وإن كان من أرباب الأقلام، وقد تقدم لقب الأمير مجرداً عن ياء النسب وأصله المأخوذ منه في الكلام على ألقاب أرباب الوظائف فأغنى عن إعادته هنا. واعلم أنهم لم يستعملوا فيه النسبة لنفس الإمرة فلم يقولوا في النسبة إليه الإمري كما قالوا في النسبة إلى القضاء القضائي.
الأمين من ألقاب التجار الخواجكية وألقاب الخدام المعروفين في زماننا بالطواشية، خصوا بذلك لائتمان التجار على الجواري والمماليك في حال جلبهم إلى الملوك، وائتمان الخدام على الحريم والمماليك بأبواب الملوك، وهو مأخوذ من الأمانة ضد الخيانة والأميني نسبة إليه للمبالغة.
الأوحد يقع في الألقاب السلطانية، ويكون من ألقاب أرباب الأقلام لمن لا تثبت الياء في ألقابه من السامي بغير ياء فما دونه: وفيه ما تقدم في الكلام على الأجل من الاعتراض على الكتاب في جمعهم الأعلى والأدنى في لقبٍ واحد، والأوحدي نسبة إليه للمبالغة.
حرف الباء:
البارع من ألقاب أرباب الأقلام، وهو فاعلٌ من البراعة: وهي النهضة بالشيء والتقدم فيه، والبارعي نسبة إليه للمبالغة.
البليغ من ألقاب أرباب الأقلام، وأحسن ما يقع في ألقاب ذوي البلاغة من الكتاب ونحوهم، وهو فعيل من البلاغة: وهي تأدية كنه المراد بإيجاز لا يخل وإطنابٍ لا يمل، والبليغي نسبةٌ إليه للمبالغة.
حرف التاء:
التقي من ألقاب ملوك المغرب، يقال التقي الزكي ونحو ذلك، وربما استعمل بالديار المصرية في ألقاب أرباب الأقلام وأهل الصلاح، وهو مأخوذ من التقوى كما تقدم في الأتقى.
حرف الجيم:
الجليل من ألقاب من يكتب له الحاج كمقدمي الدولة ونحوهم، ويقال فيه: الحاج الجليل ونحو ذلك، والجليل في أصل اللغة العظيم، وكان مقتضى الوضع أن يكون لأعلى من هذه الرتبة.
حرف الحاء المهملة:
الحاج من ألقاب مقدمي الدولة ومهتارية البيوت ومن في معناهم وإن لم يكن قد حج، وإن كان موضوع الحاج في العرف العام إنما هو لمن حج البيت وإنما اصطلح لهم على ذلك حتى صار كالعلم عليهم.
الحافظ من ألقاب المحدثين، وأصله من الحفظ ضد النسيان، واختص بالمحدثين لاحتياجهم إلى كثرة الحفظ لمتون الأحاديث وأسماء الرجال ونحو ذلك، والحافظي نسبةٌ إليه للمبالغة.
الحافل من ألقاب ملوك المغرب، ومعناه الكثير الجمع، أخذاً من قولهم وادٍ حافلٌ إذا كثر سيله.
الحاكم من ألقاب القضاة. قال أبو جعفر النحاس في صناعة الكتاب: وأصله من الحكمة بفتح الكاف، وهي حديدة مستديرةٌ في اللجام تمنع الدابة من الجري والشباب، سمي بذلك لأنه يرد الناس عن الظلم، وأكثر ما يستعمله كتاب الزمان في عنوان المكاتبات في تعريف المكتوب إليهم، وفي أثنائها في وصف المكتوب بسببه، والحاكمي نسبةٌ إليه للمبالغة الحائز من ألقاب ملوك المغرب، وهو فاعل من الحيازة، وهي الحياطة، والمراد الحائز للملك، أو الحائز للفضائل ونحو ذلك.
الحبر من ألقاب أكابر العلماء، وهو بفتح الحاء وكسرها لغتان، والذي اختاره ابن قتيبة في أدب الكاتب الكسر، وبه سمي الحبر الذي يكتب به، ولكن الجاري على ألسنة الناس الفتح، والحبري نسبةٌ إليه للمبالغة.
الحجي بضم الحاء وكسر الجيم المشددة وفي الآخر ياء النسب في ألقاب أكابر القضاة والعلماء، وهو منسوب إلى الحجة بحذف تاء التأنيث منه على قاعدة النسب، كما تحذف من طلحة ونحوه على ما هو مقرر في علم النحو، وبعض جهلة الكتاب يثبت فيه تاء التأنيث مع النسب فيقول الحجتي وهو خطأ. ثم النسبة فيه حقيقيةٌ لأن المنسوب إليه وهو الحجة غير من له اللقب، ويجوز أن تكون للمبالغة بأن يجعل صاحب اللقب هو نفس الحجة تجوزاً وهو أبلغ.
الحسيب من ألقاب الشرفاء من ولد علي بن أبي طالب كرم الله وجهه من فاطمة رضي الله عنها، أخذاً من الحسب، وهو ما يعده الإنسان من مفاخر آبائه على ما ذكره جماعة من أهل اللغة ولذلك اختص في الاصطلاح بالشرفاء، إذ كان آباؤهم أعظم الناس مفاخر، لكن قد ذكر ابن السكيت في إصلاح المنطق، أن الحسب يكون في الرجل وإن لم يكن له آباءٌ لهم شرف، وعلى هذا فلا يختص هذا اللقب بذوي الأنساب التي فيها عراقة، والحسيبي نسبةٌ إليه للمبالغة.
حرف الخاء المعجمة:
الخاشع من ألقاب الصوفيه وأهل الصلاح، وربما استعمل في العلماء، بل ربما استعمل في أرباب السيوف إذا كان المكتوب له متصفاً بذلك، بل ربما استعمل في ألقاب بطاركة النصارى من الباب وغيره، على ما سيأتي ذكره في موضعه إن شاء الله تعالى. والخاشع في اللغة الخاضع والمتذلل، والخاشعي نسبةٌ إليه للمبالغة.
الخواجا من ألقاب أكابر التجار الأعاجم من الفرس ونحوهم. وهو لفظ فارسي، ومعناه السيد، والخواجكي بزيادة كافٍ نسبةٌ إليه للمبالغة، وكأن الكاف في لغتهم تدخل مع ياء النسب.
الخير بفتح الخاء وتشديد الياء المثناة تحت، من ألقاب أهل الدين والصلاح، وهو في أصل اللغة خلاف الشرير، ثم غلب استعماله فيمن غلب عليه الخير، والخيري نسبةٌ إليه للمبالغة، وقل أن يستعمله الكتاب إلا بإثبات الياء في آخره.
حرف الذال المعجمة:
الذخر بضم الذال وإسكان الخاء من ألقاب أرباب السيوف، وربما أطلق على غيرهم. وأصله في اللغة لما يذخر من النفائس، وهو مصدر ذخرت الشيء أذخره، وكثيراً ما يغلظ فيجعل بالدال المهملة. وممن وقع له الوهم في ذلك الشيخ جمال الدين الإسنوي في طبقات الفقهاء فأورد صاحب الذخائر في الدال المهملة، والذخري نسبةٌ إليه للمبالغة وأكثر ما يستعمله الكتاب كذلك.
حرف الراء المهملة:
الرباني من ألقاب الصوفيه وأهل الصلاح، وربما لقب به العالم فيقال: العالم الرباني قال الجوهري، وهو المتأله والعارف بالله تعالى. قال تعالى: {كونوا ربانيين}.
الرحلة بضم الراء من ألقاب أكابر العلماء والمحدثين، والرحلة في اللغة ما يرحل إليه، لقب بذلك لأنه في حيز أن يرحل إليه للأخذ عنه. أما الرحلة بالكسر فالارتحال، والرحلي بالضم أيضاً نسبةٌ إليه للمبالغة.
الرئيس بالهمزة على وزن فعيل من ألقاب علية الناس وأشرافهم، ويقال فيه ريس على وزن قيم قال الجوهري: وأصله من الرياسة وهي رقعة القدر وعلو الرتبة، والرئيسي نسبة إليه للمبالغة، وغالب ما يستعمله الكتاب كذلك، وهو من ألقاب أرباب الأقلام من العلماء والكتاب.
حرف الزاي:
الزاهد من ألقاب الصوفية وأهل الصلاح، وهو في اللغة خلاف الراغب، والمراد هنا من أعرض عن الدنيا فلم يلتفت إليها، والزاهدي نسبة إليه للمبالغة.
الزعيمي من ألقاب أكابر أرباب السيوف كنواب السلطنة ومن في معناهم؛ وهو نسبة إلى الزعيم، بمعنى السيد والكافل وكأنه بولايته على القوم سادهم أو كفلهم وتولاهم؛ ولم يستعملوا فيه الزعيم بغير ياء؛ لأنه إذا كان مختصاً بكبار أرباب السيوف دون أدانيهم، وجب إثبات الياء للمبالغة.
الزاكي من ألقاب المتدينين من أرباب الأقلام وغيرهم، يقال التقي الزكي ونحو ذلك. وهو في أصل اللغة بمعنى الزاكي وهو الزائد وقد تقدم مثله في الأزكى في حرف الألف.
حرف السين المهملة:
السالك من ألقاب الصوفية وأهل الصلاح وهو فاعل من السلوك، والمراد سلوك سبيل الرشاد الموصل إلى الله تعالى، والسالكي نسبة إليه للمبالغة.
السامي من ألقاب المجلس، وقد تقدمت الإشارة إليه في الكلام على الألقاب الأصول وأنه ينقسم إلى السامي بالياء والسامي بغير ياء فليراجع منه.
السفيري قال في عرف التعريف: وهو من الألقاب الخاصة بالدوادار، على أني قد رأيته في بعض الدساتير الشامية قد كتب به لبعض التجار الخواجكية لسفارتهم بين الملوك وترددهم في المماليك لجلب المماليك والجواري ونحو ذلك وهو منسوب إلى السفير: وهو الرسول والمصلح بين القوم نسبة مبالغة ولم يستعمله الكتاب مجرداً عن الياء، لأنه إذا كان خاصاً بهذين ورتبتهما علية لا يليق بها حذف الياء لم يناسب استعماله مجرداً عنها.
السلطاني من ألقاب الملوك فيثبت في ألقاب المقام الشريف ونحوه، فيقال المقام الشريف العالي السلطاني ونحو ذلك، وهو منسوب إلى السلطان وقد تقدم الكلام عليه في الكلام على أرباب الوظائف.
السيد من الألقاب السلطانية، يقال: السلطان السيد الأجل ونحو ذلك، ويقع في اللغة على المالك والزعيم ونحوهما، والسيدي نسبةٌ إليه للمبالغة، وهو من الألقاب الخاصة بالجناب الشريف فما فوقه. قال في عرف التعريف: ولا يكتب به عن السلطان لأحد.
حرف الشين المعجمة:
الشاهنشاه من الألقاب الملوكية المختصة بالسلطان وأكابر الملوك. وهو لفظ فارسي معناه بالعربية ملك الأملاك وقد ورد النهي عن التسمي به، وفي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال: «إن أخنع اسمٍ عند الله رجلٌ تسمى ملك الأملاك، لا ملك الأملاك إلا الله». قال سفيان بن عيينة: معناه شاهنشاه، ولذلك يحذفه المتدينون من الكتاب من الألقاب السلطانية، وقد أشار إلى ذلك في التثقيف في مكاتبة صاحب المغرب.
واعلم أنه كان قد وقع في تلقيب الملوك بهذا اللقب نزاع بين العلماء في سلطن السلطان جلال الدولة السلجوقي في سنة تسع وعشرين وأربعمائة كما حكاه ابن الأثير في تاريخه الكامل وذلك أن السلطان جلال الدولة كان قد سأل أمير المؤمنين القائم بأمر الله الخليفة يومئذ في أن يخاطب بملك الملوك فامتنع، فكتب فتوى للفقهاء في ذلك، فكتب القاضي أبو الطيب الطبري، والقاضي أبو عبد الله الصيمري، والقاضي ابن البيضاوي، وأبو القاسم الكرخي بجوازه، ومنع منه أقضى القضاة أبو الحسن الماوردي، وجرى بينه وبين من أفتى بجوازه مراجعات، وخطب لجلال الدولة بملك الملوك. وكان الماوردي من أخص الناس بجلال الدولة، وكان يتردد إلى دار المملكة كل يوم، فلما أفتى في ذلك بالمنع، انقطع ولزم بتيه خائفاً، وأقام منقطعاً من شهر رمضان إلى يوم النحر، فاستدعاه جلال الدولة، فحضر خائفاً، فأدخله عليه وحده، وقال له: قد علم كل أحدٍ أنك من أكثر الفقهاء مالاً وجاهاً وقرباً منا وقد خالفتهم فيما خالف هواي، ولم تفعل ذلك إلا لعدم المجاباة منك واتباع الحق، وقد بان لي موضعك من الدين ومكانك من العلم، وجعلت جزاء ذلك إكراماً بأن أدخلتك إلي وحدك، وجعلت إذن الحاضرين إليك، ليتحققوا عودي إلى ما تحب. فشكره ودعا له وأذن لكل من حضر للخدم بالانصراف.
الشريف من ألقاب المقر والجناب، من حيث إنه يقال المقر الشريف والجناب الشريف، وذكر في عرف التعريف أنه مختص بالأشراف أبناء فاطمة من علي رضي الله عنهما، وكأن يريد في الألقاب المطلقة التي لا تلي المقر والجناب وهو فعيل من الشرف وهو العلو والرفعة، قال ابن السكيت: ولا يكون إلا لمن له اباءٌ يتقدمونه في الشرف بخلاف الحسيب ومن هنا جعله الكتاب أعلى رتبة من الكريم لاشتماله على قدر زائد لا يعتبر في الكريم من عراقة الأصل وشرف المحتد، والشريفي نسبة إليه للمبالغة.
الشهير من ألقاب ملوك المغرب، ومعناه المشهور الظاهر، والمراد هنا من اشتهر علو قدره ورفعته.
الشيخ من ألقاب العلماء والصلحاء وأصله في اللغة الطاعن في السن، ولقب به أهل العلم والصلاح توقيراً لهم كما يوقر الشيخ الكبير، والشيخي نسبة إليه للمبالغة.
حرف الصاد المهملة:
الصاحب من ألقاب الوزراء. قال في عرف التعريف: وهو مختص بأرباب الأقلام منهم دون أرباب السيوف. وهو في أصل اللغة اسم للصديق، وأول من لقب به من الوزراء كافي الكفاة إسماعيل بن عباد، وذلك أنه كان يصحب الأستاذ ابن العميد فكان يقال له بذلك صاحب ابن العميد ثم غلب عليه حتى استعمل فيه بالألف واللام، ثم صار لقباً على كل من ولي الوزارة بعده. على أن كتاب الإنشاء بالمماليك الشامية يلقبون العلماء من قضاة القضاة ومن في معناهم بذلك، وهم على ذلك إلى الآن، بخلاف كتاب الديار المصرية، فإنهم يقصرونه على الوزراء دون غيرهم كما تقدمت الإشارة إليه.
والصاحبي نسبةٌ إليه للمبالغة وهو المستعمل عند كتاب الإنشاء، وبغير الياء في العرف العام.
الصالح من ألقاب أهل الصلاح والصوفي، يقال: الشيخ الصالح ونحو ذلك. وهو مأخوذ من الصلاح ضد الفساد، ولم يستعملوه بإثبات ياء النسب فلم يقولوا الصالحي، وكأنهم تركوا ذلك خلافاً من الالتباس بالنسبة إلى البلد المعروف أو غيره.
الصدر من ألقاب التجار ونحوهم، والمراد من يكون صدراً في المجالس، وصدر كل شيء في اللغة أوله، وعبر عن صدر المجلس بأوله لأنه في الحقيقة أول المجلس وكل جانب من جانبيه تلو له، والصدري نسبةٌ إليه للمبالغة.
حرف الطاء:
الطاهر من ألقاب ملوك المغرب، والمراد المتنزه عن الأدناس.
حرف الظاء:
الظهيري من ألقاب كبار أرباب السيوف كأعيان الأمراء من نواب السلطنة وغيرهم، وهو نسبةٌ إلى الظهير بمعنى العون للمبالغة، ومنه قوله تعالى: {لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراً} ولم يستعملوه مجرداً عن ياء النسب لاختصاص المظاهرة بأكابر أرباب السيوف، وهو بغير الياء لا يقع إلا على الأدون منهم.
حرف العين:
العابد من ألقاب الصوفيه وأهل الصلاح، وهو فاعلٌ من العبادة وهي الطاعة. وربما استعمل في أرباب السيوف والأقلام أيضاً، لا تصاف متصفٍ منهم بذلك أو وقوعه أولاً على متصفٍ به منهم ثم لزومه من بعده من أهل تلك المرتبة كما في نائب الشام، حيث كتب لبيدمر الخوارزمي في نيابته بذلك، ثم لزم من بعده من نواب الشام والنائب الكافل على ما سيأتي ذكره في المكاتبات إن شاء الله تعالى.
العادل من ألقاب السلطان، وهو خلاف الجائر، وذلك أعلى ما وصف به الملك ونحوه من ولاة الأمور: لأن العدل به تقع عمارة الممالك، والعادلي نسبةٌ إليه للمبالغة، وهو من ألقاب أكابر أرباب السيوف من النواب ونحوهم.
العارف من ألقاب أكابر أهل الصلاح، وهو خلاف الجاهل، ومنهم من يفرق بينه وبين العالم بأن المعرفة قد يتقدمها جهل والعلم لا يتقدم جهل، ولذلك لم يطلق اسم العارف على الباري سبحانه وتعالى بخلاف العالم فإنه يطلق عليه، والعار في نسبةٌ إليه للمبالغة.
العاضد من ألقاب ملوك المغرب، وهو في أصل اللغة اسم للمعين، يقال: عضدته أعضده إذا أعنته.
العالم من ألقاب السلطان، وهو خلاف الجاهل، ثم هو في الحقيقة إنما هو من ألقاب العلماء إلا أنهم نعتوا به الملوك تعظيماً، إذ العلم كل أحدٍ يزاحم على الإتصاف به، والعالمي نسبة إليه للمبالغة. وهو من الألقاب المشتركة في الاصطلاح بين أرباب السيوف والأقلام وإن كان المختص بها في الحقيقة العلماء.
العالي من الألقاب التي يشترك فيها أرباب السيوف والأقلام، ويوصف به المقام والمقر والجناب والمجلس في إحدى حالتيه، وهو من العلاء بالمد وهو الشرف. يقال علي بكسر اللام يعلى بفتحها إذا شرف، ومنه قيل في علي ونحوه علاء الدين ويحتمل أن يكون من العلو في المكان، يقال فيه: علا بفتح اللام يعلو علواً، وسيأتي معنى الفرق بينه وبين السامي وإن كان بمعناه في اللغة.
العامل من ألقاب أهل الصلاح، والمراد المجد في العمل المجتهد في العبادة، والعاملي نسبة إليه للمبالغة، وهو من الألقاب المشتركة بين أرباب السيوف والأقلام كالعالمي.
العريق من ألقاب ذوي الأصالة، وأكثر ما يقع على أرباب الأقلام، والمراد من له عراقة في كرم الأصل، والعريقي نسبة إليه للمبالغة.
العزيز من ألقاب ديوان الخلافة، يقال فيه: الديوان العزيز على ما سيأتي بيانه في المكاتبة إلى أبواب الخلافة، وربما استعملوه في الولد فقالوا: الولد العزيز، ولم يستعملوه مضافاً إلى النسب.
العضد من ألقاب أرباب السيوف، وهو في الأصل اسم للساعد: وهو ما بين المرفق والكتف، واستعمل في المعين والمساعد لقيامه في المساعدة مقام العضد الحقيقي من الإنسان، ثم الأفصح فيه فتح العين مع ضم الضاد، ويجوز فيه كسر الضاد وإسكانها مع الفتح أيضاً وضم العين مع إسكان الضاد، والعضدي نسبةٌ إليه للمبالغة.
العوني من الألقاب المختصة بأكابر أرباب السيوف، وهو نسبة إلى العون وهو الظهير على الأمر المعاون عليه. ولم يستعملوه مجرداً عن ياء النسب لوقوع العون على الواحد من أعوان صاحب الشرطة ونحوه.
العلامة بالتشديد من ألقاب أكابر العلماء. قال الجوهري: وهو العالم للغاية، وقل أن يستعملوه إلا في ألقاب المكتوب بسببه ونحو ذلك، وحذف الهاء منه لغةٌ، وليست بمستعملة بين الكتاب أصلاً، والعلامي نسبة إلى العلام أو العلامة للمبالغة. قال في عرف التعريف: ويختص بالمفتى.
حرف الغين المعجمة:
الغازي من ألقاب أرباب السيوف، وهو من الأسماء المنقوصة كالقاضي ونحوه، وقل أن يستعمل إلا في ألقاب السامي بغير ياء فما دونه.
الغوث بالثاء المثلثة من ألقاب الصوفي، وهو عندهم لقبٌ على القطب الذي هو رأس الأولياء، وأصله في اللغة من قول الرجل: واغوثاه، وقل أن يستعمله الكتاب بل لم يستعملوه مضافاً إلى ياء النسب أصلاً.
الغياثي من ألقاب أرباب السيوف، وأكثر ما يستعمل في الملوك، وهو في اللغة الاسم من استغاثني فأغثته. وأصله الغواثي بالواو فقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها.
حرف الفاء:
الفاتح من ألقاب ملوك المغرب، وهو فاعلٌ من الفتح بمعنى النصر، والمراد فتح الأمصار وتملكها.
الفاضل من ألقاب أرباب الأقلام، وأكثر ما يقع في ألقاب العلماء، وربما وقع في ألقاب الكتاب، وهو خلاف الناقص، والمراد زائد الفضل، وبه لقب القاضي الفاضل عبد الرحيم البيساني الكاتب المشهور، والفاضلي نسبةٌ إليه للمبالغة.
الفائز من ألقاب ملوك المغرب، وهو فاعلٌ من الفوز بمعنى النجاة أو الظفر، وقد يشاحح في التلقيب به فإن الفوز يطلق على الهلاك أيضاً على ما هو مقرر في كتب اللغة، ومثل ذلك يجب اجتنابه لما في من الاشتراك بين المحمود والمذموم، إلا أنه غلب استعماله في النجاة حتى أنه لم يرد في القرآن إلا بمعناها، ولذلك عول الكتاب على استعماله.
الفقيه من ألقاب العلماء وهو اسم فاعل من فقه بضم القاف إذ صار فقه له سجية، ككرم إذا صار الكرم له سجيةً. قال المسيلي في شرح مختصر ابن الحاجب: وإنما يقع على المجتهد دون المقلد، أما إطلاقه على فقهاء المكاتب ونحوهم فعلى سبيل المجاز. على أن الكتاب بالديار المصرية لم يستعملوا هذا اللقب إلا في القليل النادر، بل كثير من جهلة الكتاب وغيرهم يستصغرون التقليب به ويعدونه نقصاً، وإنما يعظم به جد التعظيم أهل المغرب، والفقيهي نسبةٌ إليه للمبالغة، وهو مستعمل في ألقاب العلماء.
الفريدي من ألقاب أكابر العلماء، وهو نسبةٌ إلى الفريد بمعنى المنفرد للمبالغة، والمراد المنفرد بما لم يشاركه فيه غيره، ولم يستعملوه مجرداً عن ياء النسب.
حرف القاف:
القاضوي من ألقاب أرباب الأقلام، وهو نسبةٌ إلى القاضي للمبالغة ثم في الحقيقة كان يجب أن يختص بالقضاة الذين هم حكام الشريعة دون غيرهم إلا أنه توسع فيه حتى استعمل في غيرهم من ألقاب أرباب الأقلام.
القدوة بكسر القاف وضمها، لغةٌ من ألقاب العلماء والصلحاء، وهو بمعنى الأسوة، يقال: فلان قدوة يقتدى به، والقدوي نسبةٌ إليه للمبالغة، وحذفت منه تاء التأنيث المبدلة من الهاء على قاعدة النسب عند النحاة، وكثير من جهلة الكتاب يثبتون فيه تاء التأنيث مع النسب فيقولون: القدوتي، وهو خطأ كما تقدم في الكلام على الحجة في حرف الحاء.
القضأميري من الألقاب التي يستعملها بعض الكتاب في ألقاب من اجتمع له رياسة السيف والقلم، وهو نسبة إلى القضاء والأمير تشبيهاً بمذهب من يرى النسبة إلى المضاف والمضاف إليه جميعاً فيقول في النسبة إلى عبد شمس عبشمي، وإلى عبد الدار عبدري، ونحو ذلك، وهو مذهب مرجوح على ما تقدم بيانه في المقالة الأولى في الكلام على النحو، والأحسن فيه النسبة إلى كل منهما على انفراده، فيقال القضائي الأميري، أو الأميري القضائي، وعلى العمل به فاللائق بعلو الرتبة أن يقال: القاضميري ليكون مركباً من القاضوي والأميري، إذ كان القاضوي في المعنى أبلغ من القضائي لما في القاضوي من المبالغة على ما تقدم بيانه.
القضائي من ألقاب أرباب الأقلام، وهو نسبةٌ إلى القضاء فلا مبالغة فيه.
القطب من ألقاب الصوفية وأهل الصلاح، وهو عندهم عبارة عن رأس الأولياء الذي عليه مدارهم كما تقدم في الغوث، وقل أن يستعمله الكتاب ولم يستعملوه مضافاً إلى ياء النسب فيما وقفت عليه أصلاً. والقطب في أصل اللغة كوكب بين الجدي والفرقدين يدور عليه الفلك فيما قاله الجوهري. والتحقيق أنه نقطة متوهمة بالقرب من هذا الكوكب على ما هو مقرر في علم الهيئة، ولذلك قيل لسيد القوم الذي عليه مدار أمرهم: قطب بني فلان، ومن هنا عبروا عن مدار الأولياء بالقطب. وقل أن يستعمله الكتاب، ولم يستعملوه مضافاً إلى ياء النسب فيما وقفت عليه.
القوامي بفتح القاف من ألقاب أرباب السيوف. وهو نسبة إلى القوام وهو العدل. ومنه قوله تعالى: وكان بين ذلك قواماً ولم يستعملوه مجرداً عن ياء النسب.
حرف الكاف:
الكافل من الألقاب المختصة بنائب السلطنة بالحضرة، يقال فيه: النائب الكافل ونحو ذلك، والكافل في اللغة الذي يكفل الإنسان ويعوله، ومنه قوله تعالى: وكفلهم زكريا ولقب بذلك لأنه يكفل الرعية ويعولهم؛ والكافلي نسبة إليه للمبالغة. قال في عرف التعريف: وهو مختص بنائب سلطان أو وزير كبير. وذكر في دستور آخر أنه لا يكتب به لغيرهما.
الكبير من الألقاب المشتركة بين أرباب السيوف والأقلام، وهو في الأصل لخلاف الصغير، والمراد هنا الرفيع الرتبة؛ والكبيري نسبة إليه للمبالغة.
الكريم من ألقاب المقر والجناب، ويشترك فيه أرباب السيوف والأقلام، والكريم خلاف اللئيم فيما يقتضيه كلام الجوهري حيث قال: الكرم نقيض اللؤم وحينئذ فيكون المراد بالكريم الخالص من اللؤم، ومن ثم جعل دون الشريف في الرتبة، إذ في الشرف قدر زائد على ذلك، وهو اعتبار ثبوت رفعة القدر، بل اعتبار ذلك في ابائه أيضاً كما قاله ابن السكيت على ما تقدم ذكره في الكلام على لقب الشريف، ويوضح ذلك أن الفقهاء قالوا: يستحب في الزوجة أن تكون نسيبة فحمله بعضهم على الصحيحة النسب احترازاً بذلك من بنت الزنا، وحمله آخرون على العراقة في النسب، والأول في معنى الكرم الذي لم يعتبر فيه سوى خلوصه من اللؤم، والثاني بمعنى الشريف الذي اعتبر فيه قدر زائد؛ ثم هو فعيل من كرم بضم الراء إذا صار الكرم له سجية كما تقدم في الفقيه.
الكفيلي من ألقاب أكابر نواب السلطنة، وهو أعلى من الكافل، لأن صيغة فعيل أبلغ من صيغة فاعل على ما هو مقرر في علم النحو والتصريف.
حرف اللام:
اللبيب من ألقاب أرباب الأقلام، وهو فعيلٌ من اللبِّ وهو العقل، واللبيبيُّ نسبة إليه للمبالغة.
اللوذعيّ بالذال المعجمية من ألقاب أرباب الأقلام، وهو الذكيّ القلب.
حرف الميم:
الماجد من ألقاب أرباب الأقلام غالباً، وربما أطلق على غيرهم، وهو مختص بذوي الأصالة فقد قال ابن السكيت: إن المجد لا يكون إلا بالآباء، والماجدي نسبةٌ إليه للمبالغة.
المالكي من الألقاب المختصة بأكابر السيوف والأقلام. قال في عرف التعريف: ولا يكتب به عن السلطان لأحدٍ، وهو نسبةٌ إلى المالك الذي هو خلاف المملوك للمبالغة، ولم يستعملوه مجرداً عن ياء النسب.
المثاغر بالثاء المثلثة من ألقاب السلطان، والمراد القائم بسد الثغور، وهي البلاد التي في نحر العدو، أخذاً من الثغر وهو السن، لأنه كالباب على الحلق الذي يمتنع الوصول إليه منه، والمثاغري نسبةٌ إليه للمبالغة، وهو من ألقاب أكابر أرباب السيوف كنواب السلطنة ونحوهم.
المتصرفي من ألقاب الوزراء ومن في معناهم، والمراد من ينفذ تصرفه في الأمور، ولم يستعملوه مجرداً عن ياء النسب.
المجاهد من الألقاب السلطانية، والمراد المجاهد في سبيل الله تعالى، وربما استعمل في ألقاب السامي من غير ياء فما دونه كما تقدم في الغازي، والمجاهدي نسبةٌ إليه للمبالغة. وهو من ألقاب أكابر أرباب السيوف كنواب السلطنة ونحوهم.
المجتهد من ألقاب العلماء، والمراد به في الأصل من يستنبط الأحكام الشرعية من الكتاب والسنة والإجماع والقياس، وقل أن يستعمله الكتاب، والمجتهدي نسبةٌ إليه للمبالغة. وأكثر استعماله كذلك.
المحترم من ألقاب العامة ممن يلقب بالصدر الأجل. فيقال: الصدر الأجل الكبير المحترم، ونحو ذلك.
المحقق من ألقاب العلماء، وربما استعمل في ألقاب الصوفي، والمراد أنه يأتي بالأشياء على حقائقها لحدة ذهنه وصحة حدسه، والمحققي نسبةٌ إليه للمبالغة.
المختار من ألقاب أرباب السيوف غالباً، ويختص بالسامي بغير ياء فما دونه، وهو اسم مفعولٍ من الاختيار، بمعنى أن الملوك وأرباب الأمور يختارونه، على أن اسم الفاعل منه أيضاً المختار كلفظ المفعول على السواء وإنما ترشد إليه القرائن.
المخدوم من الألقاب المختصة بالمكاتبات، والمراد من هو في رتبة أن يكون مخدوماً لعلو رتبتة وسمو محلة، والمخدومي نسبة إلية للمبالغة. قال في عرف التعريف ولا يكتب به عن السلطان لأحد.
المدبري من ألقاب الوزراء ومن في معناهم ككتاب السر ونحوهم، وهو نسبةً إلى المدبر بكسر الباء الموحد ة وهو الذي ينظر في لأمر وما تؤول إليه عاقبتة، ولم يستعملوه مجرداً عن ياء النسب.
المدقق من ألقاب العلماء، وهو الذي ينعم النظر في المسائل ويدققة، والمدققي نسبة إليه للمبالغة. المرابط من ألقاب السلطانية، وهو من ألقاب أكابر أرباب السيوف، كنواب السلطنة ونحوهم.
المربي من ألقاب الصوفية، والمراد من يربي المريدين ويسلكهم ويعرفهم الطريق إلى الله تعالى.
المرتضى من ألقاب السيوف والأقلام، ويختص بالسامي بغير ياء فما دونه، والمراد من يرضاه ولاة الأمور ويختارونه.
المرشد من ألقاب ملوك المغرب، وربما استعمل في ألقاب الصوفية، والمراد من يرشد الناس إلى الحق ويهديهم السبيل، والمرشدي نسبةٌ إليه للمبالغة.
المسددي من ألقاب أرباب السيوف وألقاب الوزراء ومن في معناهم، وهو بفتح الدال المشدودة نسبةٌ إلى المسدد، وهو اسم مفعول من السداد بالفتح: وهو الصواب والقصد من القول والعمل. ويجوز أن يكون بالكسر على أنه اسم فاعل منه بمعنى أنه يسدد غيره، ولم يستعملوه ومجرداً عن ياء النسب.
المسلك بتشديد اللام المكسورة من ألقاب الصوفية، وهو اسم فاعل من تسليك الطريق وهو تعريفها، والمراد تعريف المريدين الطريق إلى الله تعالى، وأصل التسليك إدخال الشيء، ومنه قيل للخيط: سلك لقب بذلك لإدخاله المريدين في الطريق، والمسلكي نسبةٌ إليه للمبالغة.
المشيدي بتشديد الياء المكسورة من ألقاب أكابر أرباب السيوف، كنواب السلطنة ونحوهم، وهو نسبةٌ إلى المشيد فاعل من التشيد، وهو رفع البناء، ومنه قوله تعالى: {وقصر مشيد} أي مرتفع، والمراد أنه يشيد قواعد المملكة ويرفعها، ولم يستعملوه مجرداً عن ياء النسب إذ لا يليق بلأدنين.
المشيري من ألقاب الوزراء وأكابر الأمراء ومن ضاهاهم ممن يؤخذ رأيه في الأمور. قال في عرف التعريف: ولا يسمح به لأحدٍ من من أرباب السيوف ما لم يكن مقدم ألف، وهو نسبةٌ إلى المشير: وقيل من شرت العسل إذا استخرجته من كوارة النحل، لأن الرأي يستخرج من المشير، وقيل شرت الناقة إذا عرضتها على الحوض، لأن المستشير. يعرض ما عنده على المشير، ولم يستعملوه مجرداً عن ياء النسب لانحطاطه عن رتبة الأكابر.
المظاهر من ألقاب ملوك المغرب، ومعناه المعاون أخذاً من المظاهرة: وهي المعاونة.
المظهر من الألقاب السلطانية، أخذاً من الظفر وهو النصر، والمظفري نسبة إليه للمبالغة، وهو من ألقاب أكابر السيوف. المعرق بضم الميم وإسكان العين وكسر الراء من ألقاب ملوك المغرب، والمراد به من أعرق في الكرم. على أن المعرق قد يطلق في اللغة على المعرق في اللؤم أيضاً فهو من الأضداد، ومثل ذلك يجتنب في التلقيب.
المعزز بزاءين معجمتين، الأولى منهما مشددة مفتوحة من ألقاب ملوك المغر، وهو اسم مفعول من العز خلاف الذل، ومنه قراءة من قرأ ويعززوه ويوقوره بزاءين معجمتين.
المعظم بفتح الظاء المشددة من ألقاب ملوك المغرب أيضاً، وهو اسم مفعول من العظمة وهي الجلالة، وربما استعمل في ألقاب بعض ملوك الكفر على ما سيأتي ذكره فيما بعد إن شاء الله تعالى.
المفخم بفتح الخاء المعجمة المشددة من ألقاب ملوك المغرب، وهو مأخوذ من الفخامة وهي الضخامة.
المفوه بفتح الواو المشددة من ألقاب البلغاء من الكتاب وغيرهم. وهو البليغ اللسن، والمفوهي نسبة إليه للمبالغة.
المفيد من ألقاب العلماء، وهو اسم فاعل من الإفادة وهي إنالة الشخص ما لم يكن حاصلاً عنده، والمفيدي نسبةٌ إليه للمبالغة.
المقدمي بفتح الدال المشددة من ألقاب أرباب السيوف، ويختص بمقدمي الألوف من الأمراء، والمراد أنه مقدم على مضاهية من الأمراء والأجناد، ولم يستعملوه مجرداً عن ياء النسب.
المقر بفتح الراء المشددة من ألقاب الخدام والخواجكية، والمراد أنه مقرب عند الملوك ومن في معناهم، وهو من القرب خلاف البعد، والمقربي نسبة إليه للمبالغة.
المكرم بفتح الراء المشددة من ألقاب ملوك المغرب. وهو مفعل من الكرامة.
الملكي بفتح اللام من ألقاب الملك وألقاب أتباعه المنسوبين إليه من الأمراء والوزراء ومن في معناهم، وهو نسبةٌ إلى الملك بكسر اللام وإنما فتحت لامه في النسب جريا على قاعدة النسب في نمر فإنه ينسب إليه نمري بفتح الميم على ما هو مقرر في علم النحو. على أن كثيراً من كتاب الزمان يغلطون فيه فيكسرون لامه في النسب أيضاً وهو خطأ. ثم النسبة إن كانت في حق الملك نفسه كقولهم في ألقاب الملك الملكي. فالنسبة فيه للمبالغة، وإن كانت في حق أحدٍ من أتباعه كقولهم في حق بعض الأمراء ونحوهم الملكي الفلاني فالنسبة فيه على حقيقة النسب.
الممجد بفتح الجيم المشددة، من ألقاب ملوك المغرب، وهو مفعل من المجد، وهو الشرف، وقد تقدم في الكلام على الماجد عن ابن السكيت أنه يكون المجد للرجل وإن لم يتقدمه شرف آباء.
الممهدي بكسر الهاء المشددة من ألقاب أكابر أرباب السيوف، نسبةٌ إلى الممهد، وهو الذي يمهد الممالك ويدوخها، والنسبة إليه للمبالغة، ولم يستعملوه مجرداً عن ياء النسب.
المنتخب من ألقاب التجار الخواجكي: وهو المختار، والمنتخبي نسبةٌ إليه للمبالغة.
المنفذي بكسر الفاء المشددة وبالذال المعجمة من ألقاب الوزراء ومن في معناهم نسبة إلى المنفذ: وهو الذي له معرفة بتنفيذ الأمر ووضع الأشياء في مواضعها، والنسبة إليه للمبالغة، ولم يستعملوه مجرداً عن ياء النسب.
المنصفي من ألقاب الوزراء وولاة الأمور، نسبة إلى المنصف، وهو الذي ينصف المظلوم من الظالم، والنسبة فيه للمبالغة، ولم يستعملوه مجرداً عن ياء النسب.
المنصور من الألقاب السلطانية، يقال فيه المؤيد المنصور ونحو ذلك، ومعناه ظاهر، والمنصوري نسبة إليه للمبالغة، وهو من ألقاب أكابر أرباب السيوف كنواب السلطنة ونحوهم.
المؤتمن من ألقاب الخدام والتجار والخواجكية، والمراد أن الخدام يؤتمنون على الحريم والمماليك في الحضر، والتجار يؤتمنون على المماليك والجواري في السفر، أو يؤتمنون على أخبار الممالك وأحوالها، فلا يخبرون عن مملكة بمملكة أخرى إلا بما فيه السداد.
المولى من ألقاب الكتاب، وأكثر ما يجري ذلك في تعيين كاتب السر ونحوه. فيقال: المولى فلان الدين والمراد هنا السيد، والمولوي نسبةٌ إليه للمبالغة. وهو من ألقاب أكابر أرباب السيوف والأقلام. قال في عرف التعريف: ولا يكتب به عن السلطان لأحدٍ. على أن المولى لفظ مشترك يقع في اللغة على السيد كما تقدم ويعبر عنه بالمولى من أسفل، ويقع على المملوك والعتيق ويعبر عنه بالمولى من أسفل، ويقع على المنظم إلى القبيلة من غير أنفسها، كما يقال في الإمام البخاري: الجعفي مولاهم بمعنى أنه ليس من صلب القبيلة، ويطلق على غير ذلك أيضاً. وإذا كان مشتركاً بين المولى من أعلى والمولى من أسفل فكان الأحسن الإضراب عنه.
المؤيد بفتح الياء المشددة من الألقاب السلطانية، وبالكسر من ألقاب السامي بالياء فما دونه، والمراد أنه يؤيد الملك وينصره، وكلاهما مأخوذ من الأيد وهو القوة والمراد أن الله تعالى يؤيده ويقويه، ومنه قولهم في الدعاء: أيده الله تعالى، أي قواه والمؤيدي بالفتح للمبالغة، وبالكسر من ألقاب أكابر السيوف نسبةٌ إلى المؤيد بالكسر للمبالغة.
الملاذي بالذال المعجمة من ألقاب الوزراء ومن في معناهم من ولاة الأمور. وهو منسوب إلى الملاذ بمعنى الملجاء نسبة مبالغة، ولم يستعملوه مجرداً عن ياء النسب.
حرف النون:
الناسك من ألقاب الصوفية وأهل الصلاح، ومعناه العابد أخذاً من الناسك وهو العابد، والناسك نسبة إليه للمبالغة. وهو من ألقاب الصلحاء أيضاً، وربما كتب به لأرباب السيوف والأقلام إذا كان فيهم من ينسب إلى الصلاح.
النبوي من ألقاب ديوان الخلافة وما في معناه من متعلقاتها، يقال فيه: الديوان العزيز النبوي من ألقاب ديوان الخلافة وما في معناه من متعلقاتها، يقال فيه: الديوان العزيز النبوي ونحو ذلك ويقع أيضاً في ألقاب ولاة العهد بالخلافة، وربما في ألقاب الأشراف. وهو نسبة إلى النبوة لانتساب الخلافة العباسية إلى العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم. وانتساب الأشراف إلى ابنته فاطمة رضي الله عنها.
النسيب من ألقاب الشرفاء أبناء فاطمة من علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، والمراد العريق في النسب، لقبوا بذلك لأنهم أعرق الناس نسباً، لانتسابهم إلى بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن خصائصه صلى الله عليه وسلم جواز نسبة أولاد بناته إليه بخلاف غيره، على ما هو مقرر في كتب الفقه. وقد أوضحت ذلك في كتابي المسمى بالغيوث الهوامع في شرح جامع المختصرات ومختصر الجوامع في أوائل النكاح، والنسيبي نسبةٌ إليه للمبالغة.
النصير من ألقاب أرباب السيوف للمجلس السامي بالياء فمن دونه. وهو بمعنى الناصر إلا أنه أبلغ منه، لأن صيغة فعيل أبلغ من صيغة فاعلٍ على ما تقدم، والنصيري نسبةٌ إليه للمبالغة في نصره.
النظامي من ألقاب الوزراء ومن في معناهم، وهو نسبة إلى النظام، وهو صورة الاجتماع والالتئام، ومنه نظم اللؤلؤ وغيره، والمراد أنه يكون به انتظام الأمور والتئامها، وحينئذ فيكون النسب فيه على حقيقته، لأنه نسبة إلى غير صاحب اللقب، ويجوز أن تكون النسبة فيه للمبالغة على معنى أن صاحب اللقب قد جعل عن النظام تجوزاً، ولم يستعملوه مجرداً عن ياء النسب.
النوين بضم النون وفتح الواو وسكون الياء المثناة تحت ونون في الآخر من ألقاب كفال الممالك القانية، كنائب السلطنة، وأمراء الألوس، والوزير، ونحوهم فيما كان عليه مملكة إيران إلى آخر مملكة أبي سعيد، والنويني نسبةٌ إليه للمبالغة. قال في التثقيف: وهو بمثابة الكافلي في ألقاب النواب. قال: وهو نعت يستعمل دائماً لأهل تلك البلاد ولا يستعملون الكافلي أصلاً.
حرف الهاء:
الهمام من ألقاب أرباب السيوف، والمراد الشجاع، والهمامي نسبة إليه للمبالغة.
حرف الواو:
الوالدي من ألقاب المسنين من الأكابر، وهو نسبة إلى الوالد، وكأنه جعله والداً له فتكن النسبة إليه على حقيقة النسب، لأن النسبة فيه ليست إلى صاحب اللقب نفسه، وربما قصد بذلك الوالد حقيقة، وأكثر ما يقع هذا اللقب في المكاتبات.
الورع من ألقاب الصوفية وأهل الصلاح، وربما لقب به أرباب السيوف والأقلام أيضاً إذا اتصفوا بذلك، والمراد من يتنزه عن الوقوع في الشبهات. وهو في اللغة التقي، يقال منه: ورع يرع بكسر الراء فيهما ورعاً فهو ورع، والورعي نسبة إليه للمبالغة.
الوزيري من الألقاب الخاصة بالوزراء من أرباب السيوف والأقلام. وهو نسبة إلى الوزير، وقد تقدم معناه واشتقاقه في الكلام على ألقاب أرباب الوظائف.
الولدي من ألقاب الأحداث من الرؤساء، وهو نسبة إلى الولد، كأنه جعله ولداً له، وربما وقع على الولد حقيقة، وأكثر ما يقع في المكاتبات كما تقدم في الوالدي.
حرف اللام ألف:
الألمعي من ألقاب الأذكياء. قال الجوهري: ومعناه الذكي المتوقد.
حرف الياء:
اليميني من ألقاب الدوادار وكاتب السر والحاجب. قال في عرف التعريف ولا يقال لغيرهم، وهو نسبة إلى اليمين كأنه يمين السلطان الذي يتنأوله به الأشياء، وإلا فمجلس كاتب السر بدار العدل عن يسار السلطان، والدوادار والحاجب قائمان أمامه.
الضرب الثاني:
المركبة المعبر عنها في اصطلاح الكتاب بالنعوت وهذه جملة منها مرتبة على حروف المعجم أيضاً.
حرف الألف:
أتابك العساكر من نعوت الأمير الأتابك ومن في معناه كالنائب الكافل ومن في رتبته. وذكر في عرف التعريف أنه مما يختص بالنائب الكافل. وقد تقدم ذكر معنى الأتابك في الكلام على الألقاب الأصول، والعساكر جمع عسكر وهو الجيش.
إسكندر الزمان من الألقاب السلطانية، والمراد بالإسكندر هنا الإسكندر بن فيلبس اليوناني، وهو الذي يؤرخ بظهوره على الفرس وغلبته إياهم على ما سيأتي في الكلام على التاريخ في أواخر هذه المقالة.
كان ملكاً عظيماً ملك الشام، وبيت المقدس، والعراقين، والسند، والهند، وبلاد الصين، والتبت، وخراسان، وبلاد الترك، وذلت له سائر الملوك، وهاداه أهل الغرب، والأندلس، والسودان، وهو الذي بنى مدينة الإسكندرية، ويقال: إنه ذو القرنين الذي ذكره الله تعالى في كتابه العزيز. قال المؤيد صاحب حماة في تاريخه: والصحيح أن ذا القرنين ملكٌ عظيم كان قبل الإسكندر بزمن طويل.
أثير الإمام من ألقاب أرباب الأقلام غالباً، وهو أثير بمعنى مأثور، والمراد أن الإمام يؤثره على غيره فيقدمه عليه.
إعتضاد صناديد الزمان من ألقاب أرباب السيوف، وقد يكتب به لبعض الملوك. والاعتضاد الاستعانة، يقال: اعتضدت بفلانٍ إذا استعنت به، والصناديد جمع صنديد، وهو الشجاع.
أكرم نجباء الأنباء في العالمين من ألقاب الرؤساء من أرباب الأقلام، وأكرم أفعل التفضيل من الكرم خلاف اللؤم، والنجباء جمع نجيب، وهو الكريم.
أجمل البلغاء في العالمين من ألقاب أرباب البلاغة من الكتاب وغيرهم، ومعناه ظاهرٌ.
الذاب عن حوزة المؤمنين من ألقاب ملوك المغرب، ويصلح لكل ملكٍ مسلم يقوم بفرضٍ الجهاد. والذاب الدافع، والحوزة بفتح الحاء المهملة والزاي المعجمة الناحية.
القائم في مصالح المسلمين من ألقاب ملوك المغرب، ذكر في التعريف أنه يكتب به إلى صاحب تونس، ويصلح لكل متصف بذلك من ملوك الإسلام، ومعناه ظاهر.
المجاهد عن الدين من ألقاب ملوك المغرب، ومعناه ظاهر أيضاً.
المعفي ملوك آل ساسان، وبقايا فراسياب وخاقان من ألقاب عظماء ملوك الأعاجم. وقد ذكره في التعريف في ألقاب صاحب الهند. والمعفي بتشديد الفاء المكسورة الماحي للأثر، يقال: عفت الريح كذا بالتشديد إذا درسته ومحت أثره، وشدد للمبالغة.
وآل ساسان ملوك الأكاسرة وهم الطبقة الرابعة من ملوك الفرس الساسانية إلى أن غلبهم الإسلام وانتزع الملك من أيديهم، ينسبون إلى جدهم ساسان، وهو ساسان بن أردشير بهمن بن كيبستاسف من ملوك الطبقة الثانية فيهم، على ما سيأتي بيانه في الكلام على مكاتبة ملوك إيران في المقالة الرابعة إن شاء الله تعالى.
وفراسياب بفاء في أوله ثم سين مهملة بعدها ياء ثم ألف وباء موحدة ملكٌ عظيم من ملوك الترك، ويقال: إن أصله من أبناء ملوك الفرس، وهو فراسياب بن طوج بن أفريدون، من الطبقة الأولى من ملوك الفرس، وإن ابن عمه منوشهر غلب عليه بعد أن قتل أباه طوجا فقر إلى بلاد الترك وتزوج منهم، وانتهت به الحال إلى أن ملكهم وعظم ملكه فيهم وخاقان بخاء معجمة وقاف ونون ملك من ملوك الترك أيضاً كان في زمن كسرى أنوشروان فيما يقتضيه كلام أبي هلال العسكري في كتابه الأوائل حيث ذكر أنه كان بينه وبين حرب.
المواقف المقدسة من ألقاب الخلفاء في مخاطباتهم في المكاتبات ونحوها، والمراد الأماكن التي يقف فيها الخليفة، كني بها عن الخليفة تنويهاً عن التصريح بذكره، والمقدسة المطهرة، والمراد طهارتها عن الأدناس المعوية.
إمام الأئمة من ألقاب العلماء، وربما قيل إمام الأئمة في العالمين.
إمام البلغاء من ألقاب أهل البلاغة من الكتاب ومن في معناهم.
إمام المتكلمين من ألقاب العلماء، وهو بأهل المعقول أليق لإطلاق علم الكلام على أصول الدين، وإنما سمي بذلك لأنه لما وقع القول بخلق القرآن في صدر الإسلام ممن وقع كثر الكلام والخوض في ذلك فأطلق على أصول الدين علم الكلام وبقي علماً عليه.
أوحد الأشراف من ألقاب الشرفاء، وربما قيل أوحد الأشراف في العالمين أو أوحد الأشراف الماجدين ونحو ذلك.
أوحد الأصحاب من ألقاب الوزراء من أرباب الأقلام ومن في معناهم ككتاب السر ونحوه وإن كان الصاحب يختص بالوزير في عرف كتاب الديار المصرية على ما تقدم.
أوحد الأكابر من ألقاب التجار الخواجكية، وربما كتب به لغيرهم من الرؤساء، وربما قيل أوحد الأكابر في العالمين.
أوحد الأمة من ألقاب العلماء، وربما أطلق على غيرهم.
أوحد الأمناء في العالمين من ألقاب الكتاب، والأمناء جمع أمين، وهو خلاف الخائن.
أوحد الأئمة العلماء في العالمين من ألقاب العلماء، وربما اقتصر على أوحد العلماء.
أوحد البلغاء من ألقاب أرباب الأقلام، وربما قيل أوحد البلغاء في العالمين ونحو ذلك والبلغاء جمع بليغ وقد تقدم معناه.
أوحد الرؤساء وربما قيل أوحد الرؤساء في العالمين أو أوحد الرؤساء في الأنام ونحو ذلك، ومعناه ظاهر.
أوحد الحفاظ من ألقاب المحدثين، وربما قيل أوحد الحفاظ في العالمين ونحو ذلك.
أوحد الخطباء في العالمين من ألقاب الخطباء.
أوحد العلماء الأعلام من ألقاب العلماء، وربما قيل أوحد العلماء في العالمين.
أوحد الفضلاء من ألقاب العلماء، وربما أستعمل في غيرهم من أرباب الأقلام، وربما قيل أوحد الفضلاء المفيدين أو أوحد الفضلاء العارفين ونحو ذلك.
أوحد الكبراء من ألقاب التجار الخواجكية، ويجوز أن يستعمل في غيرهم.
أوحد الكتاب من ألقاب الكتاب سواء كتاب الإنشاء وغيرهم.
أوحد المتصرفين من ألقاب الوزراء ومن في معناهم.
أوحد المجاهدين من ألقاب أرباب السيوف.
أوحد المحققين من أرباب العلماء.
أوحد المتكلمين من ألقاب العلماء، وهو بعلماء المعقول أنسب.
أوحد المفيدين من ألقاب العلماء أوحد الملوك والسلاطين من ألقاب السلطانية.
أوحد الوعاظ من ألقاب أهل التذكر والوعظ.
أوحد الوقت من ألقاب أرباب الأقلام، وربما قيل أوحد الوقت والأوان والوقت معروف، والأوان الحين، ويجمع على آونة مثل زمان وأزمنة.
حرف الباء:
بركة الأنام من ألقاب الصلحاء، وقد تستعمل للعلماء أيضاء.
بركة الدولة من ألقاب الصلحاء أيضاً، وقد يقال بركة الدول على الجمع، وربما كتب به لأرباب الأقلام من العلماء وغيرهم. والمراد بالدولة المملكة القائمة، وأصلها من الدولة في الحرب وهي النصر والغلبة.
بركة المسلمين من ألقاب الصلحاء، وقد تستعمل لأهل العلم أيضاً.
بقية الأكابر من ألقاب بقايا البيوت الرئيسية من أهل الأقلام وغيرهم، وربما قيل بقية الأكابر في العالمين.
بقية البيت النبوي من ألقاب الأشراف، وبه يكتب إلى إمام الزيدية باليمن.
بقية السلف من ألقاب العلماء والصلحاء، وربما قيل بقية السلف الصالح أو بقية السلف الكرام، والمراد بالسلف الآباء المتقدمون، أخذاً من قولهم سلف إذا مضى، وربما أطلق على من تقدم في صدر الإسلام من الصحابة والتابعين.
بقية السلالة الطاهرة من ألقاب الأشراف، وقد يقال فيه بقية السلالة الطاهرة الزكية، وربما أطلق على غيرهم. وبذلك يكتب لصاحب تونس لادعائه أنه من نسل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه. والسلالة في الأصل ما استل من الشيء، والمراد هنا النطفة لأنها مستلة من الإنسان.
بقية الملوك والسلاطين من ألقاب من له سلفٌ من الملك، كصاحب حصن كيفا من بقايا الملوك الأيوبية.
بقية الأصحاب من ألقاب الوزراء أرباب الأقلام ومن في معناهم.
بقية شجرة الفخار من ألقاب ذوي الأصالة العريقين في النسب، وبه يكتب لابن الأحمر صاحب الأندلس.
بهاء الأعيان من ألقاب أرباب الأقلام، والبهاء الحسن، والأعيان جمع عين تجمع على أعينٍ وعيونٍ وأعيانٍ، والمراد هنا الخيار، إذ عين كل شيءٍ خياره.
بهاء الأنام من ألقاب أرباب السيوف غالباً، وربما أطلق على غيرهم، والأنام الخلق.
بهاء العصابة العلوية من ألقاب الأشراف، وبه يكتب لأميري مكة والمدينة المشرفتين، والعصابة بالكسر الجماعة من الناس وتجمع على عصائب، والعلوية نسبة إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
حرف التاء المثناة من فوق:
تاج العلماء والحكام من ألقاب القضاة، والتاج ما يوضع على الرأس وهو معروف.
تاج الأمناء من ألقاب التجار الخواجكية، ويصلح لكتاب الأموال أيضاً.
تاج المتصرفين من ألقاب الوزراء ومن في معناهم.
تاج الفضلاء من ألقاب أرباب الأقلام. ورأيت في بعض الدساتير الشامية تاج الفضلاء المنشئين وهو مناسب لمن هو في أول نشأته وابتداء رياسته، وحداثة سنه.
تاج الملة من الألقاب التي يشترك فيها أرباب السيوف والأقلام جميعاً. والملة في أصل اللغة الدين والشريعة، والمراد هنا ملة الإسلام، والألف واللام فيها للعهد الذهني.
حرف الثاء المثلثة:
ثقة الدولة من ألقاب التجار الخواجكية، وربما قيل ثقة الدولتين والثقة في اللغة الأمين وخص ذلك بالتجار لترددهم في الممالك، ويحسن أن يلقب به المترددون في الرسائل بين الملوك.
حرف الجيم:
جامع كلمة الإيمان من الألقاب السلطانية.
جامع طرق الواصفين من ألقاب الصوفية وأهل الصلاح، وربما قيل جامع الطرق ويصلح أن يكون من ألقاب العلماء أيضاً.
جمال الإسلام من ألقاب العلماء، وربما قيل جمال الأكابر من ألقاب التجار الخواجكية، وقد يستعمل لأرباب الأقلام، والجمال في اللغة الحسن.
جمال الذرية والمراد ذرية النبي صلى الله عليه وسلم، لأن الذرية تشمل أولاد البنات، وقد عد الله تعالى عيسى عليه السلام من ذرية إبراهيم عليه السلام وهو ابن بنته.
جمال الصدور من ألقاب أرباب الأقلام، والصدور جمع صدر، والمراد صدور المجالس.
جمال الأئمة من ألقاب العلماء، وربما قيل جمال الأئمة العارفين.
جمال البارعين من ألقاب أرباب الأقلام، والبارعين جمع بارعٍ وهو الناهض.
جمال البلغاء من ألقاب كتاب الإنشاء ونحوهم.
جمال الطائفة الهاشمية من ألقاب الشرفاء، والطائفة في أصل اللغة اسم للقطعة من الشيء. قال ابن عباس وتطلق على الواحد فما فوقه، والهاشمية نسبةٌ إلى هاشم: وهو هاشم بن عبد مناف جد النبي صلى الله عليه وسلم.
جمال العترة الطاهرة من ألقاب الشرفاء أيضاً، وربما اقتصر على جمال العترة فقط. وعترة الرجل نسله وأهله الأدنون، والمراد عترة النبي صلى الله عليه وسلم.
جمال العصبة الفاطمية من ألقاب الشرفاء أيضاً، والعصبة بفتح العين والصاد واحدة العصبات، وهي في أصل اللغة البنون والقرابة للأب. قال الجوهري: سموا عصبةً لأنهم عصبوا بالشخص بمعنى أنهم أحاطوا به: فالأم طرف، والأب طرف، والعم جانب، والأخ جانبٌ. والمراد هنا أبناء فاطمة رضي الله عنها وهم أحد أفراد العصبة. ولا يجوز أن يقال العصبة بضم العين وإسكان الصاد: لأن المراد بذلك الرجال ما بين العشرة والأربعين كما قاله الجوهري. وبنو فاطمة رضي الله عنها قد أربوا عن العدد في الشرق والغرب.
جمال العلماء من ألقاب أهل العلم.
جمال الفضلاء من ألقاب أرباب الأقلام من العلماء والكتاب، وربما قيل جمال الفضلاء المفيدين ونحو ذلك ويختص حينئذ بالعلماء.
جمال الكتاب من ألقاب كتاب الإنشاء وغيرهم من الكتاب.
جمال المملكة من ألقاب الكتاب.
جمال الورعين من ألقاب الصوفية وأهل الصلاح.
جمال أهل الإفتاء من ألقاب أكابر العلماء.
جلال الإسلام من ألقاب أرباب الأقلام، ويصلح أن يكون لقباً لبعض الملوك، وبه يكتب لإمام الزيدية باليمن، وربما قيل جلال الإسلام والمسلمين.
جلال الأصحاب من ألقاب الوزراء، ومن في معناهم.
جلال الأكابر من ألقاب أرباب الأقلام، وبه يكتب لناظر الخاص.
جلال الحكام من ألقاب أكابر القضاة، والجلال في اللغة العظمة.
جلال العترة الطاهرة من ألقاب الشرفاء، وبه يكتب لأميري مكة والمدينة المشرفتين.
جلال العلماء في العالمين من ألقاب أهل العلم، وربما قيل جلال العلماء العاملين ونحو ذلك.
جلال الكبراء من ألقاب أكابر أرباب الأقلام.
جلال الأسرة الزاهرة من ألقاب الأشراف. والأسرة بضم الهمزة الرهط، والمراد رهط بني هاشمٍ، والزاخرة المضيئة، وبه سمي الكوكب المعروف بالزهرة.
جهبذ الحذاق من ألقاب الكتاب، وربما قيل جهبذ الحذاق المتصرفين والجهبذ بفتح الجيم وإسكان الهاء وفتح الموحدة النقاد للذهب والفضة، ولذلك يقال للصيرفي جهبذ. والمراد هنا أنه ينقد الأمور فيستخرج جيدها من رديئها كما يفعل الصيرفي.
حرف الحاء المهملة:
حاكم الحكام من ألقاب قضاة القضاة.
حاكم أمور ولاة الزمان من ألقاب أرباب السيوف، وربما كتب به لبعض الملوك.
حافظ الأسرار من ألقاب كاتب السر.
حجة الأمة من ألقاب قضاة القضاة وأكابر العلماء، والحجة في اللغة البرهان ومنه قوله تعالى: {وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه} والأمة في أصل اللغة الجماعة، والمراد هنا أمة النبي صلى الله عليه وسلم، والمعنى انه تقوم به الحجة لأهل الإسلام على غيرهم.
حجة الأئمة من ألقاب أكابر العلماء، والأئمة جمع إمام، وقد تقدم أنه الذي يقتدي به.
حجة البلغاء من ألقاب أرباب الأقلام، وهو بالكتاب أمس.
حجة العرب من ألقاب النحاة واللغويين ومن في معناهم، كأنهم يحتجون به للغتهم.
حجة المذاهب من ألقاب أكابر العلماء، وربما قيل حجة المذهب إذا أريد مذهبه خاصة، وهو دون الأول.
حجة المفتين من ألقاب أكابر العلماء، والمراد بالمفتين من هم أهلٌ للفتوى في الأحكام الشرعية.
حرز الإمام من ألقاب الوزراء ومن في معناهم من حفظة الأموال. والحرز في اللغة الموضع الحصين، والمراد بالإمام السلطان ومن في معناه.
حسام أمير المؤمنين من ألقاب أرباب السيوف كنواب السلطنة ونحوهم. والحسام من أسماء السيف، سمي بذلك أخذاً من الحسم، وهو القطع.
حسنة الأيام من ألقاب أكابر الأقلام من الوزراء والقضاة ومن في معناهم. والحسنة خلاف السيئة، والمراد أن الأيام أحسنت بالامتنان به. وقد ذكر القاضي شهاب الدين بن فضل الله في بعض دساتيره أنه يصلح لكل من له سلف في الكتابة، وهو بعيد المأخذ.
حكم الملوك والسلاطين من ألقاب قضاة القضاة، والحكم بمعنى الحكم.
حرف الخاء المعجمة:
خادم الحرمين الشريفين من الألقاب السلطانية، والمراد حرم مكة المشرفة، والمدينة النبوية الشريفة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام والتحية والإكرام.
خالصة الدولة من ألقاب الوزراء، والخالصة في اللغة بمعنى الخاصة. يقال هذا لي خالصة يعني خاصةً. ومنه قوله تعالى: {خالصةً لك من دون المؤمنين}، وعليه حمل قوله تعالى: {وقال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي}.
خالصة الملوك والسلاطين من ألقاب أرباب الأقلام. قال في عرف التعريف: وهو في حق من لم يكن حاكماً في مقام حكم الملوك والسلاطين لمن هو حاكمٌ.
خالصة أمير المؤمنين من ألقاب أرباب الأقلام.
خالصة الإمام من ألقاب الصوفية، وربما جعل من ألقاب العلماء أيضاً، والمراد الخليفة أو السلطان.
خالصة سلف الأنصار من الألقاب التي يكتب بها لابن الأحمر صاحب الأندلس، لأنه يذكر أنه من ذرية سعد بن عبادة الأنصاري رضي الله عنه، ويصلح لكل من وافقه في ذلك، وكان الأحسن أن يقال: خلاصة بدل خالصة، لما تقدم من أن المراد بالخالصة الخاصة. والمراد بالأنصار أنصار النبي صلى الله عليه وسلم وهم الأوس والخزرج الذين هاجر إليهم النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة.
خطيب الخطباء من ألقاب أكابر الخطباء، وربما كتب به لقضاة القضاة، إذا أضيف له خطابة جليلة، كخطابة جامع القلعة بالديار المصرية، وخطابة الجامع الأموي بدمشق.
خلف الأولياء من ألقاب أولاد الصالحين.
خليفة الأئمة من ألقاب الشيعة، والمراد من يعتقدونه من الأئمة المعصومين كالإمامية ونحوهم. وبه يكتب لإمام الزيدية باليمن.
خليل أمير المؤمنين من ألقاب أولاد السلطان، وربما كتب به لبعض الملوك، والخليل بمعنى الصديق.
خلاصة الخلافة المعظمة من ألقاب بعض الملوك، والخلاصة: الذي خلص من الثفل ونحوه. ويقال فيه خلاص أيضاً بغير هاء.
خلاصة سلف القوم من ألقاب الصوفيه وأهل الصلاح، والقوم يختص في اللغة بالرجال دون النساء قال تعالى: {لا يسخر قومٌ من قومٍ} ثم قال: {ولا نساءٌ من نساءٍ}.
خيرة الإسلام من ألقاب أهل الصلاح فيما ذكره في عرف التعريف: ويصلح لأهل العلم أيضاً. والخيرة الاسم من قولك: اختار فلانٌ فلاناً، والمراد أن الإسلام اختاره.
حرف الدال المهملة:
دليل المريدين إلى أوضح الطرائق من ألقاب مشايخ الصوفية، والمراد بالمريدين طلاب الطريق إلى الله تعالى.
داعي الدعاة بالبراهين الظاهرة إلى استعلام الحقائق من ألقاب العلماء.
حرف الذال المعجمة:
ذخر الإسلام والمسلمين من ألقاب الملوك، وبه يكتب لصاحب تونس وملك التكرور. والذخر في اللغة مصدر ذخرت الشيء أذخره بفتح الخاء إذا جعلته دخيرةً.
ذخر الأمة من ألقاب أكابر أرباب السيوف كنواب السلطنة ونحوهم.
ذخر الدولة من ألقاب أرباب السيوف، وقد يقع في ألقاب الصلحاء والعلماء.
ذخر الغزاة والمجاهدين من ألقاب أرباب السيوف أيضاً.
ذخر الطالبين من ألقاب الصلحاء والعلماء، والمراد طالبو الوصول إلى الحق أو نحو ذلك.
ذخر المسلمين من ألقاب الملوك، وبه يكتب لإمام الزيدية باليمن فيما ذكره في التعريف.
ذخر الملة من ألقاب أرباب السيوف، وقد تقدم معنى الملة.
ذخر الممالك من ألقاب بعض الملوك. وربما قيل ذخر المملكة.
ذخر الموحدين من ألقاب أكابر أرباب السيوف كالنائب الكافل ونحوه، وجعله في عرف التعريف خاصاً بالكافل دون غيره.
ذخر أمير المؤمنين من ألقاب الملوك، وهو دون خليل أمير المؤمنين.
حرف الراء المهملة:
رأس البلغاء من ألقاب أكابر كتاب الإنشاء ككاتب السر ومن يجري مجراه.
رأس الصدور من ألقاب أكابر أرباب الأقلام في الجملة من أهل العلم والكتاب ومن يجري مجراهم. والمراد رأس صدور المجالس.
رأس العلياء من ألقاب أكابر أرباب الأقلام من العلماء والوزراء ومن في معناهم، ويصلح لكل علي القدر في الجملة، وبه يكتب إلى إمام الزيدية باليمن.
رحلة الحفاظ من ألقاب المحدثين، وقد تقدم أن الرحلة بضم الراء ما يرحل إليه، والحفاظ جمع حافظٍ، والمراد حفظ الحديث.
رحلة القاصدين من ألقاب كبار أرباب الأقلام، وهو بأهل الكرم والجود أخص، والمراد من يقصد بالترحال إليه.
رحلة المحصلين من ألقاب العلماء، والمراد من يرحل إليه لتحصيل العلم بالأخذ عنه.
رحلة الوقت من ألقاب العلماء والمراد من انفرد في الوقت بالرحيل إليه لأخذ العلم عنه.
رضي الدولة من ألقاب الكتاب، والمراد من يرضيه أعيان الدولة بالتقريب. ثم الظاهر أنه بكسر الضاد بمعنى مرضي عند أعيان أهل الدولة. ويجوز أن يكون بفتح الضاد على جعله هو نفس الرضا تجوزاً.
رضي أمير المؤمنين من ألقاب أرباب الأقلام. والكلام فيه كالكلام في الذي قبله.
ركن الإسلام والمسلمين من ألقاب أكابر أرباب السيوف. وبه كان يكتب للنائب الكافل على ما هو مذكور في التعريف والركن واحد الأركان وهو معروف.
ركن الأمة من ألقاب الملوك، وبه يكتب لملك التكرور.
ركن الملوك والسلاطين من الألقاب الملوكية وما في معنى ذلك من أرباب السيوف. ونقل في التثقيف أنه كتب به لبعض مشايخ التصوف ثم أنكره وقال: الأولى أن يكون بدله بركة الملوك والسلاطين وما ذكره واضح. على أنه في عرف التعريف قد أورده في ألقاب الصلحاء، وكأنهم راعوا في ذلك أنه ركن لهم من حيث البركة والدعاء إلا أن الأول أظهر.
ركن الأولياء من ألقاب أهل الصلاح على أن المراد أولياء الله تعالى ويجوز أن يكون من ألقاب أرباب السيوف وأرباب الأقلام أيضاً على معنى أن المراد أولياء الدولة.
رئيس الكبراء من ألقاب الوزراء من أرباب الأقلام ومن في معناهم. وأهل الشام يستعملونه في أرباب الأقلام من قضاة القضاة ونحوهم، وقد تقدم المراد بالصاحب في الكلام على الألقاب المفردة.
حرف الزاي المعجمة:
زعيم الجنود من ألقاب أكابر أرباب السيوف كالنائب الكافل، والزعيم الكفيل. والمراد هنا التكفل بالجنود والقيام بأمرها. ويجوز أن يكون بمعنى السيد، يقال لسيد القوم زعيمهم، والأول أليق بالمقام، والجنود جمع جند، وهم الأعوان على ما تقدم.
زعيم الجيوش من ألقاب أكابر أرباب السيوف كنواب السلطنة ونحوهم، والجيوش جمع جيش، وهو العسكر.
زعيم الموحدين من ألقاب صاحب تونس على تخصيص الموحدين، والمراد بالموحدين فيه أتباع المهدي بن تومرت الذين من بقاياهم ملوك تونس. كان المهدي المذكور قد سماهم الموحدين تعريضاً بذم من كان قبله ببلاد المغرب ممن يدعي التجسيم على ما سيأتي ذكره في الكلام على مكاتبة صاحب تونس في المقالة الرابعة إن شاء الله تعالى. ويجوز أن يراد بالموحدين هنا عامة أهل الإيمان ويكون المراد بالموحدين جميع المؤمنين. ويصح وقوع هذا اللقب حينئذ على غير صاحب تونس من الملوك ونحوهم، ولذلك يكتب به لملك التكرور على ما ذكره في التعريف.
زعيم المؤمنين من الألقاب التي يكتب بها لإمام الزيدية باليمن. ويصح وقوعه على غيره من ملوك المسلمين أيضاً كما في زعيم الموحدين إذا جعل عاماً في حق كل موحد على ما تقدم بيانه.
زعيم جيوش الموحدين من ألقاب أكابر أرباب السيوف، كنائب السلطنة بحلب، وبه يكتب لصاحب حصن كيفا فيما ذكره في التعريف.
زين الإسلام والمسلمين من ألقاب أرباب الأقلام، والزين في اللغة نقيض الشين.
زين الأعيان من ألقاب أرباب الأقلام، والأعيان جمع عين، وقد تقدم الكلام عليه.
زين الأكابر من ألقاب التجار الخواجكية ومن في معناهم.
زين الأنام من ألقاب صغار أرباب السيوف، وربما كتب به لغيرهم.
زين الأئمة من ألقاب العلماء، وربما قيل زين الأئمة العلماء.
زين البلغاء من ألقاب الكتاب ونحوهم.
زين الحكام من ألقاب القضاة.
زين الذوائب الهاشمية من ألقاب الشرفاء، والذوائب بالذال المعجمة جمع ذؤابة بالهمز، وهي ما يرخى من الشعر. قال الجوهري: وكان الأصل ذائب لأن الألف التي في ذؤابة كالألف التي في رسالة، حقها أن تبدل منها همزة في الجمع، ولكنهم استثقلوا أن تقع ألف الجمع بين الهمزتين فأبدلوا من الأولى واواً. وإنما اختص هذا اللقب بالشرفاء لأنهم من صميم عرب الحجاز، وعادة عرب الحجاز إرخاء الرجال الذوائب.
زي الزهاد من ألقاب الصوفيه وأهل الصلاح.
زين العباد من ألقاب أهل الصلاح أيضاً.
زين العترة الطاهرة من ألقاب الشرفاء، وبه يكتب لأميري مكة والمدينة. وقد تقدم معنى العترة.
زين الكتاب من ألقاب كتاب الإنشاء وغيره.
زين المجاهدين من ألقاب أرباب السيوف، وربما قيل زين الأمراء المجاهدين وربما كتب به لبعض صغار الملوك، كصاحب دنقلة ونحوه.
زين المنشئين رأيته في بعض الدساتير الشامية في ألقاب الكتاب ونحوهم، وهو صالح لكل حدثٍ مترق في العلو.
حرف السين المهملة:
سداد الثغور من ألقاب الوزراء، وهو بكسر السين وتخفيف الدال بعدها، بمعنى أنه الذي تسد به الثغور، أخذاً من سداد القارورة، وهو ما يسد به فمها، ومنه قول الشاعر: [وافر]
أضاعوني وأي فتًى أضاعوا ** ليوم كريهةٍ وسداد ثغر!

ويحكى أن المأمون نطق بمثل ذلك بفتح السين بحضرة النضر بن شميل فرده عليه فأمر له بثمانين ألف درهم، فكان النضر يفتخر بذلك ويقول: أخذت بإفادة حرفٍ واحد ثمانين ألف درهم.
سفير الأمة من ألقاب الدوادار وكاتب السر، وقد تقدم معنى السفير.
سفير الدولة من ألقاب المذكورين.
سفير الممالك من ألقاب من تقدم، وربما قيل سفير المملكة.
سفير الملوك والسلاطين كذلك.
سلطان الإسلام والمسلمين من الألقاب السلطانية.
سلطان الأوان من الألقاب السلطانية الجليلة.
سلطان البسيطة من الألقاب السلطانية، والبسيطة الأرض أخذاً من البسطة، وهي السعة ومنه قيل: تبسط فلانٌ في البلاد إذا سار فيها طولاً وعرضاً.
سلطان العرب والعجم والترك من الألقاب السلطانية أيضاً. وهو غير محرر الوضع لأن العجم في اللغة يقع على من عدا العرب في الجملة ولا يختص بالفرس على ما هو المعروف بين العامة وهو مقصودهم هنا، فالترك من جملة العجم فكان يكفي أن يقال سلطان العرب والعجم، وإنما حملهم على ذلك زيادة الإطراء والمدح.
سليل الأطهار من ألقاب الشرفاء، والسليل الولد، والمراد بالأطهار المبرؤون عن الأدناس.
سليل الأكابر من ألقاب أولاد الأكابر والرؤساء.
سليل الطيبين من ألقاب أرباب الأقلام من ذوي الأصالة.
سليل الملوك والسلاطين من ألقاب أولاد الملوك ومن مضى له سلف في الملك.
سيد الأمراء المقدمين من ألقاب الأمراء مقدمي الألوف في الرتبة المتوسطة.
سيد الأمراء في العالمين من ألقاب أكابر أرباب السيوف كنواب السلطنة ونحوهم، وربما كتب به لبعض الملوك عن الأبواب السلطانية.
سيد الرؤساء في العالمين من ألقاب أكابر أصحاب الأقلام ككاتب السر ونحوه.
سيد العلماء والحكام في العالمين من ألقاب القضاة.
سيد الكبراء في العالمين من ألقاب أكابر أرباب الأقلام كناظر الخاص ونحوه.
سيد الوزراء في العالمين من الألقاب الخاصة بالوزراء.
سيد أمراء العالمين من ألقاب النواب المتوسطين.
سيف الإسلام والمسلمين من ألقاب أرباب السيوف، وربما كتب به لبعض الملوك.
سيف الحق من ألقاب العلماء وأهل النظر.
سيف الخلافة من الألقاب الملوكية، وبه يكتب لملك التكرور.
سيف المناظرين من ألقاب العلماء، والمراد بالمناظرين أهل البحث والجدل، أخذاً من النظر وهو الفكر المؤدي إلى الدليل.
سيف النظر بمعناه أيضاً.
سيف أمير المؤمنين من ألقاب أرباب السيوف كنواب السلطنة، وهو في الرتبة المتوسطة.
سيف جماعة الشاكرين من الألقاب الخاصة بصاحب تونس، وهذا اللقب رأيته وارداً في التثقيف ولم أعرف له معنى، وسألت قاضي القضاة ولي الدين بن خلدون هل يعرف لذلك معنىً؟ فقال: لا.
حرف الشين المعجمة:
شرف الأصفياء المقربين من ألقاب كبار التجار الخواجكية.
شرف الدول من ألقاب أرباب بعض الملوك، ويصلح لغير الغير الملوك أيضاً.
شرف الأمراء في العالمين من ألقاب أرباب السيوف، وربما قيل شرف الأمراء الأشراف في العالمين إذا كان شريفاً، أو شرف الأمراء العربان في العالمين إذا كان غير أمير عرب، وربما قيل شرف الأمراء المقدمين إذا كان مقدم ألف، وقد يقتصر على شرف الأمراء فقط.
شرف الرؤساء في العالمين من ألقاب أكابر أرباب الأقلام كوزير الشام ونحوه، وربما اقتصر على شرف الرؤساء ويكون من ألقاب التجار الخواجكية ونحوهم.
شرف الصلحاء في العالمين من ألقاب أهل الصلاح.
شرف العلماء العاملين من ألقاب أكابر العلماء كقضاة القضاة ونحوهم، وربما قيل شرف العلماء في العالمين.
شرف الكتاب في العالمين من الألقاب الكتابية.
شرف الملوك والسلاطين من الألقاب الملوكية.
شمس الأفق من ألقاب أكابر أرباب الأقلام، وهو بالعلماء أليق، لأن بهم يحصل النور كما يحصل بالشمس. وهو ما يتخيل انطباق السماء على الأرض بالنظر في كل ناحيةٍ فيه. وأصل الأفق الناحية ومنه قيل للنواحي آفاقٌ، وإنما خص الشمس هنا بالإضافة للأفق لأنها عند مطلعها تكون في النظر أعظم صورةً.
شمس الشريعة من ألقاب أكابر العلماء، والمراد بالشريعة هنا شريعةٌ الإسلام، استعيرت الشمس لها لمشابهتها لها في النور.
شمس العصر من ألقاب العلماء والصلحاء ونحوهم.
شمس المذاهب من ألقاب العلماء الأكابر، والمذاهب جمع مذهب، وهو ما يذهب إليه المجتهد، وأصله في اللغة لموضع الذهاب.
شيخ المشايخ من ألقاب العلماء وأهل الصلاح، وربما قيل شيخ الشيوخ الإسلام.
شيخ الملوك والسلاطين من ألقاب المسنين من الملوك. وهذا اللقب رأيته في كتاب وقف عن الملك الكامل محمد بن العادل أبي بكر بن أيوب، بعث به نجم الدين أيوب والد السلطان صلاح الدين يوسف.
شيخ شيوخ العارفين من ألقاب الصوفيه وأهل الصلاح، ومرادهم بالعارفين العارفون بالله تعالى.
حرف الصاد المهملة:
صالح الأولياء من ألقاب إمام الزيدية باليمن، ويصلح لأهل الصلاح أيضاً.
صدر المدرسين من ألقاب العلماء.
صدر مصر والشام من ألقاب أكابر العلماء كقضاة القضاة ونحوهم، وإنما خص هذان القطران بالذكر لكثرة علمائهما، وربما قيل صدر مصر والعراق والشام وربما اقتصر على صدر الشام فقط إذا كان برسم وظيفة في الشام ونحو ذلك.
صفوة الدولة من ألقاب من في معنى الوزراء كناظر الخاص ونحوه.
صفوة الصلحاء من ألقاب أهل الصلاح.
صفوة الأتقياء من ألقاب الصلحاء أيضاً.
صفوة الملوك والسلاطين من ألقاب أرباب الأقلام كناظر الشام ونحوه، وربما كتب به للتجار الخواجكية.
صلاح الإسلام من ألقاب الصوفية والعلماء.
صلاح الإسلام والمسلمين من ألقاب أكابر أرباب الأقلام، كالوزراء ومن في معناهم.
صلاح الدول من ألقاب بعض الملوك، وبه يكتب لصاحب تونس. ويصلح أيضاً لأكابر أرباب الأقلام من الوزراء وغيرهم.
صلاح الملة من ألقاب العلماء والصلحاء.
حرف الضاد المعجمة:
ضياء الإسلام من ألقاب العلماء والصلحاء، وربما قيل ضياء الإسلام والمسلمين والضياء خلاف الظلام، وهو مخصوص بما كان مضيئاً لذاته، بخلاف النور فإنه يقع على ما هو مكتسب النور، ولذلك قال تعالى: {جعل الشمس ضياءً والقمر نوراً} فخص الضياء بالشمس لأن نورها لذاتها، والنور بالقمر لأن نوره مكتسب من الشمس، على ما هو مقرر في علم الهيئة.
ضياء الأنام من ألقاب من تقدم ذكره.
حرف الطاء المهملة:
طراز العصابة العلوية من ألقاب الأشراف كأميري مكة والمدينة المشرفتين. والطراز في أصل اللغة علم الثوب. قال الجوهري: وهو فارسيٌّ معرب، كأن صاحب اللقب جعل علماً لتلك الطائفة كما جعل الطراز علماً للثوب.
حرف الظاء المعجمة:
ظل الله في أرضه من الألقاب السلطانية، والظل ما يحصل عن الشاخص في ضوء الشمس، والمراد أن الخلق يستظلون بالسلطان من حر الجور كما يستظل المستظل بظل الشجرة ونحوها من حر الشمس. وقال ابن قتيبة في أدب الكاتب أصل الظل الستر ومنه قولهم: أنا في ظلك أي في سترك، ثم اسم الظل مخصوصٌ بما قبل الزوال، أما بعد الزوال فإنه يسمى فيئاً لأنه يرجع من جهة الغرب إلى جهة الشرق أخذاً من قولهم فاء إذا رجع.
ظهير الملوك والسلاطين من ألقاب أكابر أرباب السيوف كنواب السلطنة.
ظهير أمير المؤمنين من ألقاب أرباب السيوف أيضاً، وربما كتب به لبعض الملوك كصاحب الأندلس ونحوه.
ظهير الإمامة من ألقاب بعض الملوك، وبه يكتب إلى صاحب التكرور.
حرف العين المهملة:
عاقد البنود من ألقاب النائب الكافل ونحوه، والعاقد فاعل من العقد نقيض الحل، والبنود جمع بند بفتح الباء وإسكان النون وهو العلم الكبير. قال الجوهري: وهو فارسي معرب.
عز الإسلام من ألقاب بعض الملوك، وبه يكتب إلى ملك التكرور.
عز الإسلام والمسلمين من ألقاب الرتبة الوسطى من نواب السلطنة ومن في معناهم، وربما كتب به لبعض الملوك.
عدة الدنيا والدين من ألقاب الملوك، وبه يكتب لصاحب تونس. والعدة بالضم في اللغة ما أعددته لحوادث الدهر من المال والسلاح ونحو ذلك وهو المراد هنا، وربما أطلق على نفس الاستعداد.
عدة الملوك والسلاطين من ألقاب أصاغر أرباب السيوف.
عضد الملوك والسلاطين من ألقاب متوسطي أرباب السيوف، وقد تقدم أن أصل العضد لما بين الساعد والكتف.
عضد أمير المؤمنين من ألقاب أكابر أرباب السيوف من نواب السلطنة وغيرهم. وربما كتب به إلى بعض الملوك كملك التكرور.
علم الدولة من ألقاب الأمراء والوزراء ومن في معناهم، وقد تقدم معنى العلم ومعنى الدولة.
علم الزهاد من ألقاب الصوفية وأهل الصلاح، وقد تقدم أن المراد بالعلم الراية وبالزهد الإقلاع عن الدنيا.
علم العلماء الأعلام من ألقاب أكابر أهل العلم، وربما قيل علم المفسرين أو علم النجاة ونحو ذلك.
علم الهداة من ألقاب إمام الزيدية باليمن، ويصلح لأكابر العلماء والصلحاء. والهداة جمع هادٍ، وهو المرشد.
علم الأعلام من ألقاب العلماء والصلحاء، ويصلح لأرباب السيوف أيضاً.
عماد الحكام من ألقاب أكابر القضاة، وربما قيل عماد الحكام البارعين أو عماد الحكام في العالمين ونحو ذلك. وأصل العماد في اللغة الأبنية الرفيعة. واحدها عمادةٌ، ومنه قيل: فلانٌ طويل العماد كأن بناءه بالارتفاع صار علماً لزائريه.
عماد العرب من ألقاب أكابر أمراء العربان، كأمير آل فضل ونحوه.
عماد الدولة من ألقاب الأمراء وأكابر الوزراء ونحوهم.
عماد الملة كذلك.
عماد المحدثين من ألقاب علماء الحديث النبوي على صاحبه أفضل الصلاة والسلام، وبه يكتب لقضاة القضاة ومن في معناهم.
عمدة الملوك والسلاطين من ألقاب صغار أرباب السيوف، وهو دون عدة الملوك والسلاطين والعمدة في اللغة ما يعتمد عليه.
عون العساكر من ألقاب ناظر الجيش ونحوه، والعون في اللغة الظهير والمعاون.
عون جيوش الموحدين من ألقاب بعض الملوك، وبه يكتب لملك التكرور، ويصلح لكبار أرباب السيوف من أهل المملكة أيضاً.
علاء الإسلام والمسلمين من ألقاب العلماء والصلحاء، ويصلح لأرباب السيوف أيضاً.
والعلاء بالفتح والمد مصدر علا في الشرف ونحوه يعلى بفتح اللام.
عين المملكة من ألقاب أرباب الأقلام ونحوهم.
عين الأعيان نحوه.
حرف الغين المعجمة:
غرة الزمان من ألقاب أرباب الأقلام، والغرة في أصل اللغة بياضٌ في جبهة الفرس فوق الدرهم، شبه بالغرة في وجه الفرس لظهروها وتحسين الفرس بها.
غوث الأنام من ألقاب أكابر أرباب السيوف كالنائب الكافل ونحوه وقد تقدم معنى الغوث.
غياث الأنام من ألقاب أكابر الملوك كصاحب الهند ونحوه. وقد تقدم معنى الغياث.
غياث الأمة نحوه.
حرف الفاء:
فاتح الأقطار من الألقاب السلطاني، والفاتح فاعلٌ من الفتح وهو معروف، والأقطار جمع قطر، وهو الناحية والجانب، والمراد نواحي الممالك.
فارس المسلمين من ألقاب أكابر أرباب السيوف، ذكره ابن شيثٍ من كتاب الدولة الأيوبية في معالم الكتابة.
فخر الأنام من ألقاب أرباب الأقلام، ويجوز أن يكون من ألقاب أرباب السيوف أيضاً.
فخر الأسرة الزاهرة من ألقاب الشرفاء كأميري مكة والمدينة المشرفتين، وأسرة الرجل بضم الهمزة رهطه.
فخر الأعيان من ألقاب التجار الخواجكية، ويصلح لغيرهم من الرؤساء أيضاً.
فخر الرؤساء من ألقاب التجار الخواجكية.
فخر السلالة الزاهرة من ألقاب الأشراف، كأميري مكة والمدينة المشرفتين، والسلالة الزاهرة تقدم الكلام على معناها.
فخر الصدور من ألقاب أرباب الأقلام، وربما كتب به للتجار الخواجكية.
فخر الصلحاء من ألقاب الصوفيه وأهل الصلاح.
فخر العباد من ألقاب أهل الصلاح أيضاً.
فخر المجاهدين من ألقاب أرباب السيوف.
فخر المحدثين من ألقاب أصحاب الحديث.
فخر المدرسين من ألقاب العلماء، وبه يكتب لقضاة القضاة ونحوهم.
فخر المفيدين من ألقاب العلماء أيضاً.
فخر الملوك والسلاطين من ألقاب بعض الملوك.
فخر الشجرة الزكية من ألقاب الشرفاء، والمراد شجرة نسبهم الشريف.
فخر النسب العلوي من ألقاب الشرفاء أيضاً، وبه يكتب لإمام الزيدية باليمن.
فرد السالكين من ألقاب أهل الصلاح.
فرد الزمان من ألقاب العلماء والصلحاء.
فرد الوجود من ألقاب العلماء وأهل الصلاح.
فرع الشجرة الزكية من ألقاب الشرفاء.
حرف القاف:
قامع البدعة من ألقاب أكابر العلماء، وربما قيل قامع البدع وقد يقال قامع البدع ومخفي أهلها والقامع فاعلٌ من قمعه إذا ضربه بالمقمعة، وهي محجنٌ من حديد يضرب به على رأس الفيل، والبدعة واحدة البدع، وهي خلاف السنة النبوية وما عليه الجماعة.
قدوة الأولياء من ألقاب أهل الصلاح.
قدوة البارعين من ألقاب أرباب الأقلام، وهو بالكتاب أليق، والبارع الماهر.
قدوة البلغاء من ألقاب أرباب الأقلام. وهو بكتاب الإنشاء ومن في معناهم أخص.
قدوة الخلف من ألقاب العلماء وأهل الصلاح، والخلف في اللغة الذي يجيء بعد غيره ويقوم مقامه، والمراد خلف من سلف من علماء الأمة أو صالحيها.
قدوة العباد من ألقاب أهل الصلاح، وربما قيل قدوة العباد والزهاد أو نحو ذلك.
قدوة العلماء من ألقاب أكابر أهل العلم، وربما قيل قدوة العلماء العاملين ونحو ذلك.
قدوة الفرق من ألقاب العلماء، والمراد فرق أهل الحق من أرباب المذاهب والعقائد الصحيحة، والفرق جمع فرقة.
قدوة الفضلاء من ألقاب أكابر العلماء، والفضلاء جمع فاضل، وهو خلاف الناقص.
قدوة الكتاب من ألقاب أكابر كالوزراء من أرباب الأقلام ومن في معناهم من كاتب السر ونحوه.
قدوة المجتهدين من ألقاب كبار العلماء، وقد تقدم في الألقاب أن الاجتهاد عبارةً عن استنباط الأحكام الشرعية من الكتاب والسنة والإجماع والقياس.
قدوة المحققين من ألقاب أكابر العلماء، وقد تقدم معنى التحقيق.
قدوة المسلكين من ألقاب الصوفيه وأهل الصلاح، والمراد بالمسلكين المعرفون الطريق إلى الله تعالى كما تقدم بيانه.
قدوة المشتغلين من ألقاب أهل العلم، والمراد الاشتغال بالعلم.
قدوة الموحدين من الألقاب الخاصة بصاحب تونس، لوقوع الموحدين في اصطلاحهم على أتباع المهدي بن تومرت، وصاحب تونس الآن من بقاياهم كما تقدم.
قسيم أمير المؤمنين من الألقاب السلطانية، وهو فعيلٌ بمعنى فاعلٍ فيكون معناه يقاسم أمير المؤمنين، والمراد مقاسمته الأمر.
قطب الزهاد من ألقاب أهل الصلاح، والقطب تقدم معناه.
قطب الأولياء من ألقابهم أيضاً، والأولياء جمعولي، وهو خلاف العدو، والمراد أولياء الله تعالى.
قوام الأمة من ألقاب الوزراء ومن في معناهم، والقوام بالكسر نظام الشيء، وعماده وملاكه، يقال فلانٌ قوام أهل بيته، ومنه قوام الأمر بمعنى نظامه.
قوام الجمهور قال في عرف التعريف: هو من ألقاب الوزراء، والجمهور من الناس جلهم، أخذاً من الجمهور، وهي الرملة المجتمعة المشرفة على ما حولها.
قوام الدولة من ألقاب الكتاب وهو بالكسر أيضاً.
قوام المصالح من ألقاب أكابر الكتاب من الوزراء ومن في معناهم، وهو بالكسر أيضاً، والمصالح جمع مصلحة، وهي خلاف المفسدة.
قوام الإسلام من ألقاب الصوفية وأهل الصلاح، وهو بالكسر كالذي قبله.
حرف الكاف:
كافل السلطنة من ألقاب كبار النواب كنائب دمشق، وقد تقدم معنى الكافل في الكلام على ألقاب أرباب الوظائف.
كافل الممالك الإسلامية من ألقاب النائب الكافل: وهو النائب بحضرة السلطان.
كافي الدولة من ألقاب الوزراء ومن في معناهم، والكافي اسم فاعلٍ من الكفاية.
كنز التقى من ألقاب الصوفية وأهل الصلاح، والكنز في أصل اللغة المال المدفون، استعير لصاحب اللقب لأنه الشيء المكنوز لذلك الباب.
كنز الطالبين من ألقاب العلماء.
كنز العلماء من ألقاب أهل العلم وربما قيل كنز المفسرين أو كنز المتفقهين ونحو ذلك.
كنز المسلكين من ألقاب الصوفية وأهل الصلاح.
كهف الأسرة الزاهرة من ألقاب الشرفاء، والكهف الملجأ، ومنه قولهم: فلانٌ كهفٌ. والأصل في الكهف البيت المنقور في الجبل ويجمع على كهوف، وقد تقدم الكلام على الأسرة والزاهرة.
كهف الكتاب من ألقاب أكابر الكتاب كالوزير من أرباب الأقلام وكاتب السر ومن في معناهم.
كهف الملة من ألقاب أكابر أرباب السيوف كنواب السلطنة ونحوهم كوكب الأسرة الزاهرة من ألقاب الأشراف كأميري مكة والمدينة المشرفتين والكوكب واحد الكواكب، وهو يقع على النجوم والشمس والقمر.
كوكب الذرية من ألقاب الشرفاء أيضاً، والمراد الذرية العلوية.
حرف اللام:
لسان الحقيقة من ألقاب الصوفية، واللسان هنا جارحة الكلام، والحقيقة خلاف المجاز، وهي في الأصل عين الحق، والمراد هنا معرفة الأمر على ما هو عليه.
لسان الحفاظ من ألقاب المحدثين والوعاظ، والمراد المتكلم عنهم، يقال: فلان لسان القوم إذا كان متكلماً عنهم، ويجوز أن يكون المراد اللسان الذي هو جارحة الكلام ويكون المعنى آلتهم للكلام كما أن اللسان آلة الكلام للمتكلم، ويجوز أن يكون من اللسان بمعنى اللغة، كما في قوله تعالى: {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه}، ويكون المعنى أنه المترجم عنهم والمتكلم بلغاتهم المختلفة.
لسان الدولة من ألقاب كاتب السر ومن في معناه، واللسان فيه يحتمل المعنيين.
لسان السلطنة من ألقاب كاتب السر.
لسان المتكلمين من ألقاب العلماء، والمتكلمون يجوز أن يراد بهم كل متكلم في الجملة تعميماً للمدح، ويجوز أن يراد العلماء بعلم الكلام وهو أصول الدين، لأن أصحابه هم أرباب النظر الدقيق والبحث لدقة متعلقه، وهو الظاهر.
لسان الممالك من ألقاب كتاب السر، والممالك جمع مملكة وهي موضع الملك، والمعنى أنه يتكلم بلسان ملوك الممالك.
لسان ملوك الأمصار من ألقاب كاتب السر.
حرف الميم:
مالك زمام الأدب من ألقاب البلغاء من الكتاب ونحوهم، ويصلح لكاتب السر ومن في معناه.
مانح الممالك والأقاليم والأمصار من الألقاب السلطانية، والمانح المعطي، والممالك تقدم ييانها، والأقاليم جمع إقليم وله معنيان أحدهما واحد الأقاليم السبعة التي تسميها الحكماء، ممتدة في طول الأرض ما بين المغرب والمشرق، والثاني الواحد من الأقاليم العرفية، كمصر والشام والعراق وما أشبه ذلك وقد مر القول فيهما.
متعمد المصالح من ألقاب الوزراء ومن في معناهم، والمراد بالمتعمد المتقصد.
مجد الإسلام من ألقاب صغار أرباب السيوف.
مجد الإسلام والمسلمين من ألقاب متوسطيهم.
مجد الأمراء من ألقاب أصاغر أرباب السيوف كأمراء العشرين ونحوهم.
مجد الرؤساء من ألقاب التجار الخواجكية.
مجلي الغياهب من ألقاب أكابر العلماء، والمجلي بالتشديد الكاشف، يقال: جلا الأمر إذا أوضحه وكشفه، ومنه جلوت السيف ونحوه إذا كشفته من الصدإ، والغياهب جمع غيهب، وهو الظلمة الشديدة، يقال: فرسٌ أدهم غيهب إذا اشتد سواده.
مجد الصدور من ألقاب التجار الخواجكية.
مجمل الأمصار من ألقاب أكابر أرباب الأقلام، والمجمل فاعل الجمال، والأمصار جمع مصرٍ، وهو الإقليم.
مجهدٌ نفسه في رضا مولاه من ألقاب الصوفيه وأهل الصلاح والمراد به المعمل نفسه للغاية. يقال: اجهد جهدك في هذا الأمر أي أبلغ غايتك، والمراد بالمولى هنا الخالق سبحانه وتعالى.
محيي السنة من ألقاب العلماء والصلحاء.
محيي العدل في العالمين من الألقاب السلطانية.
مدبر الجيوش من ألقاب ناظر الجيش.
مدبر الممالك من ألقاب الوزراء، وربما قيل مدبر الدولة والمدبر فاعل التدبير، وقد تقدم معناه في الكلام على المدبري في جملة الألقاب المفردة.
مدبر أمور السلطنة من ألقاب الوزراء وكتاب السر وغيرهم.
مذكر القلوب من ألقاب الخطباء والوعاظ، والمذكر فاعل التذكير، وهو الأخذ بالذكرى، ومنه قوله تعالى: {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين}.
مذل البدعة من ألقاب علماء السنة، والمذل نقيض المعز.
مذل حزب الشيطان من ألقاب العلماء والصلحاء، والحزب الطائفة، وحزب الرجل أصحابه.
مربي المريدين من ألقاب الصلحاء.
مرتب الجيوش من ألقاب ناظر الجيش.
مرتضى الدولة من ألقاب الكتاب، والمرتضى بمعنى المرضي المقبول.
مترضى الملوك والسلاطين من ألقاب أرباب السيوف والأقلام جميعاً.
مستخدم أرباب الطبل والعلم من ألقاب النائب الكافل ونحوه.
مشيد الممالك من ألقاب الوزراء ومن في معناهم، والمشيد فاعل التشييد، وهو رفع البناء.
مشير الدولة من ألقاب الوزراء ومن في معناهم، والمشير الذي يشير على غيره بالرأي.
مشير السلطنة مثله.
مشير الملوك والسلاطين مثله.
مظهر أنباء الشريعة من ألقاب العلماء، وهو بضم الميم وإسكان الظاء على أنه فاعلٌ من الظهور، والأنباء جمع نبأٍ، وهو الخبر، والمراد أنه يظهر أخبار الشريعة ويذيعها، ويجوز أن يكون بفتح الميم على أنه هو نفس المظهر وهو أبلغ.
معز الإسلام والمسلمين من ألقاب النائب الكافل ومن في معناه.
معز السنة من ألقاب العلماء، والسنة خلافا البدعة.
معين الحق وناصره من ألقاب الحكام من أرباب السيوف وغيرهم.
مفتي المسلمين من ألقاب العلماء.
مفيد البلغاء من ألقاب أهل البلاغة من الكتاب وغيرهم.
مفيد الطالبين من ألقاب العلماء.
مفيد المناحج من ألقاب الوزراء، والمناحج جمع منجح أخذاً من لنجاح وهو الظفر بالحوائج.
مفيد أهل مصر والعراق والشام من ألقاب العلماء.
مفيد كل غادٍ ورائح من ألقابهم أيضاً.
مقرب الحضرتين من ألقاب التجار الخواجكية إذا كان متردداً بين مملكتين.
مقرب الدول من ألقاب التجار الخواجكية، وهو أعم من الأول.
ملجأ الفقراء والمساكين من ألقاب النائب الكافل ونائب الشام على ما استقر عليه الحال آخراً.
ملجأ المريدين من ألقاب الصوفية وأهل الصلاح.
ملك البحرين من الألقاب السلطانية، والمراد بحر الروم وبحر القلزم، لأنهما يتقاربان بين مصر والشام على القرب من العريش.
ملك البلغاء من ألقاب أهل البلاغة من الكتاب وغيرهم.
مملك الممالك والتخوت والتيجان من الألقاب السلطانية أيضاً، والمراد بالتخوت هنا تخوت الملك، يريد أنه مملك الملوك من تحت يده.
ممهد الدول من ألقاب أكابر أرباب السيوف كنواب السلطنة ونحوهم، وربما كتب به لبعض الملوك أيضاً، وقد تقدم الكلام على التمهيد عند الكلام على الممهدي في جملة الألقاب المفردة.
منبه الخواطر من ألقاب الخطباء والوعاظ، والمنبه الموقظ، والخواطر جمع خاطرٍ.
منجد الملوك والسلاطين من ألقاب النائب الكافل، وبه يكتب لإمام الزيدية باليمن. والمنجد المعين أخذاً من قولهم: استنجدني فلانٌ فأنجدته أي استعان بي فأعنته.
منشي العلماء والمفتين من ألقاب أكابر العلماء.
منصف المظلومين من الظالمين من الألقاب السلطانية.
مورد الجود من ألقاب الكرماء.
موصل السالكين من ألقاب الصوفية والصلحاء.
موضح الطريقة من ألقاب الصوفية والصلحاء أيضاً، وربما قيل موضح الطرائق وقد تقدم أن المراد الطريق إلى الله تعالى.
مولي الإحسان من الألقاب السلطانية، والمراد بالمولي المنيل.
مؤمن الأرض المحيطة من الألقاب السلطانية أيضاً، وكأنهم يريدون الأرض المحيطة لاتساعها، ويكون المراد أرض المملكة، وإلا فالأرض محوطةٌ من حيث استدارة الماء عليها لا محيطةٌ بغيرها.
ملاذ الطالبين من ألقاب العلماء والصلحاء، والمراد الملجأ.
ملاذ العباد من ألقاب الصلحاء، وفيه نظر، لأن العباد لا يلوذون إلا بالله تعالى ولا يلجأون إلا إليه.
ملاذ الكتاب من ألقاب أكابر الكتاب، ككاتب السر ونحوه.
مؤيد الملة من ألقاب العلماء.
مؤيد أمور الدين كذلك. وبه يكتب لإمام الزيدية باليمن.
حرف النون:
ناصح الملوك والسلاطين من ألقاب التجار الخواجكية.
ناصر السنة من ألقاب العلماء.
ناصر الغزاة والمجاهدين من ألقاب أكابر أرباب السيوف كالنائب الكافل ونحوه، وربما كتب به لبعض الملوك كملك التكرور ونحوه.
ناصر الشريعة من ألقاب العلماء، والشريعة ما شرعه الله تعالى من الدين، يقال شرع لهم شرعاً، وأصله من الشريعة التي هي مورد الماء.
ناشر لواء العدل والإحسان من الألقاب السلطانية.
نجل السلطنة من ألقاب أولاد الملوك، والمراد أنه ولد في السلطنة.
نجل الأكابر من ألقاب ذوي الأصالة، والنجل النسل، يقال: نجهل أبوه إذا ولده.
نسب الإمام من ألقاب الشرفاء كأميري مكة والمدينة المشرفتين والنسيب القريب، يقال: فلان نسيب فلان أي قريبه، وذلك أن مرجع بني العباس والعلويين إلى بني هاشم.
نسيب أمير المؤمنين مثله.
نصر الغزاة والمجاهدين من ألقاب أكابر أرباب السيوف كنواب السلطنة ونحوهم، وهو عندهم فوق ناصر الغزاة.
نصير الغزاة والمجاهدين كذلك، وهو عندهم دون الأول وفوق الثاني، وفيه كلام يأتي ذكره.
نظام الدولة من ألقاب أكابر السيوف والكتاب، وقد تقدم الكلام على النظام في الألقاب المفردة.
نظام الممالك من ألقاب الوزراء وكتاب السر ونحوهم.
نظام المناجح من ألقابهم أيضاً.
نور الزهاد من ألقاب الصوفيه وأهل الصلاح.
حرف الهاء:
همام الدولة من ألقاب أرباب السيوف وقد تقدم في الكلام على الألقاب المفردة أن الهمام بمعنى الشجاع.
حرف الواو:
وارث الملك من الألقاب السلطانية.
ولي أمير المؤمنين من الألقاب التي يشترك فيها أرباب السيوف والأقلام كالوزراء وقضاة القضاة وكاتب السر ومن في معناهم، والولي في اللغة خلاف العدو.
حرف اللام ألف:
لابس ثوب الفخار من ألقاب أكابر أرباب الأقلام.
لافت الغواة إلى طريق الرشاد من ألقاب الصلحاء والوعاظ، واللافت الصارف، يقال: لفت وجهه عني إذا صرفه، وأصل اللفت اللي، والغواة جمع غاوٍ، وهو الضال، يقال: غوى يغوي غياً إذا ضل فهو غاوٍ.
حرف الياء:
يمين الملوك والسلاطين قال في عرف التعريف: يختص بالدوادار وكاتب السر، وقد تقدم الكلام على معنى ذلك في الكلام على اليميني في الألقاب المفردة، وأن المراد يمين السلطان التي يتنأول بها، وإلا فمجلس كاتب السر عن يسار السلطان والدوادار واقفٌ أمامه.
يمين المملكة مثله.
يمين الدولة كذلك.
النوع الثاني من الألقاب المفردة المؤنثة:
ولتأنيثها سببان:
السبب الأول: الجمع:
بأن يجمع شيءٌ من الألقاب المذكرة المفردة أو المركبة فتنتقل من التذكير إلى التأنيث، فإن الجموع كلها مؤنثة على ما هو مقرر في علم النحو، ويتأتى ذلك في المطلقات مثل أن يجمع في صدر المطلق بين المقر الكريم والجناب الكريم والجناب العالي والمجلس العالي، ثم يتبعها بالألقاب التي تليق بها مما يأتي ذكره، فيأتي بتلك الألقاب مجموعة بلفظ التأنيث مفردةً ومركبة، مثل أن يكتب إلى المقر والجناب الكريمين، والجنابات العالية، والمجلس العالي: الأميرية، الكبيرية، العالمية، والعادلية، المؤيدية، الزعيمية، العونية، الغياثية، المثاغرية، المرابطية، الممهدية، المشيدية، الظهيرية، الكافلية، الفلانية، إعزاز الإسلام والمسلمين، سادات الأمراء في العالمين، أنصار الغزاة والمجاهدينم، زعماء الجيوش، مقدمي العساكر، ممهدي الدول، مشيدي الممالك، عمادات الملة، أعوان الأمة، ظهيري الملوك والسلاطين، سيوف أمير المؤمنين، ونحو ذلك.
واعلم أن هذه الألقاب كلها من جملة الألقاب المفردة والمركبة المتقدم ذكرها، فيستغنى عن بيان مشكلها وتعريف أحوالها هنا اكتفاءً بما تقدم، إلا أن من الألقاب المجموعة ما يقوم لفظ الإفراد مقامه بأن يكون اللقب اسم جنس، مثل عضد ومجد ونحو ذلك مما لا يجوز جمعه لأنه يقصد به الجنس، فيجوز للكاتب حينئذ أن يأتي بذلك بلفظ الجمع ولفظ الإفراد الذي معناه الجمع، وقد أشار إلى ذلك القاضي شهاب الدين بن فضل الله في التعريف في الكلام على المطلقات، فقال عند ذكره اعتضاد الملوك والسلاطين، ويجوز فيه أعضاد الملوك وعضد الملوك، إطلاقاً للافراد على الجمع.
السبب الثاني: تأنيث اللقب:
الأصل الذي تتفرع عليه الألقاب الفروع، وله حالتان:
الحالة الأولى: أن يكون اللقب الأصل لمؤنث غير حقيقي:
كالحضرة واليد والباسطة، فيأتي الألقاب المفرعة عليها مؤنثةً بناء على أن الصفة تتبع الموصوف في تذكيره وتأنيثه، على ما هو مقرر في علم النحو. أما نعوت الحضرة فمثل أن يقال: الحضرة الشريفة، العلية، السنية، العالمية، العاملية، العادلية، الأوحدية، المؤيدية، المجاهدية، المرابطية، المثاغرية، المظفرية، المنصورية، وما أشبه ذلك وأما النعوت الباسطة فمثل أن يقال: الباسطة الشريفة، العالية، المولوية، الأميرية، الكبيرية، العالمية، العادلية، المؤيدية، المحسني، السيدية المالكية، الفلاني. وفي معناها نعوت اليد. وألقاب هذه الحالة كلها في معنى ما تقدم من الألقاب المذكرة لا تختلف الحال فيها إلا في التذكير والتأنيث، وأنه ليس فيها ألقاب مركبة، فيستغنى بما تقدم عن ذكر معانيها وأحوالها أيضاً.
الحالة الثانية أن يكون اللقب الأصل لمؤنث حقيقي، كالدار والستارة، والجهة إذا كني بها عن المرأة في الكتابة إليها مثل أن يقال: الدار الكريمة، والستارة الرفيعة والجهة المصونة ونحو ذلك، فتتبعها الألقاب المفرعة عليها أيضاً في التأنيث إلا أن لها معاني تخصها. وهي على ضربين: مفردةٍ ومركبةٍ كما تقدم في المذكرة، وإن لم تبلغ شأوها في الكثرة. فأما المفردة فكالشريفة، والكبرى، والعالية، والمعظمة، والمكرمة، والمحجبة، والمصونة، والخاتونية، والخوند، وربما قيل الوالدية إذا كانت والدة حقيقةً أو في مقامها، والولدية إذا كانت بنتاً حقيقةً أو قائمةً مقامها، والحاجية إذا كانت حاجة ونحو ذلك.
ثم الألقاب المفردة تارةً تكون مجردةً عن ياء النسب، كالألقاب المتقدم ذكرها، وقد تلحقها ياء النسب للمبالغة في التعظيم فيما تدخل فيه ياء النسب في المذكر، مثل أن يقال: المعظمية والمكرمية، والمحجبية، وما أشبه ذلك. وهذه الألقاب أكثرها منقول عن المذكر، فيستغنى عن ذكر معانيها وأحوالها، وفيها ألقاب لم يتقدم ذكر مثلها في المذكر كالمحجبية، وهو مأخوذ من الحجاب كأنها محجوبةٌ عن أن يراها الناس، ومنها المصونة وهو مأخوذٌ من الصيانة، وهي جعل الشيء في الصوان وقايةً له عن مثل النظر والمس ونحو ذلك، ومنها الخاتون، وهو لفظ تركي معناه السيدة، ومنها الخوند، وهي لفظة عجمية بمعنى السيادة أيضاً.
وأما المركبة فمثل جلال النساء، وسيدة الخواتين في العالمين، وشرف الخواتين، وجميلة المحجبات، وجليلة المصونات، وقرينة الملوك والسلاطين، وسليلة الملوك والسلاطين، إذا كانت بنتاً لسلطانٍ أو في معناها، وكريمة الملوك والسلاطين إذا كانت أخت سلطان. ومعاني هذه الألقاب ظاهرةٌ معلومة.
النوع الثاني من الألقاب المفرعة على الأصول: ألقاب من يكتب إليه من أهل الكفر مما اصطلح عليها لمكاتباتهم:
واعلم أنه لم يكن ملكٌ من ملوك الكفر ممن يكتب له عن الأبواب السلطانية غير النصارى، لأنه لم يكن لغيرهم من أهل الملل بالقرب من هذه المملكة مملكةٌ قائمة، بل اليهود ليس لهم مملكةٌ قائمة في قطر من الأقطار بعد غلبة الإسلام، إنما يؤدون الجزية حيث حلوا، إذ يقول تعالى في حقهم: {ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبلٍ من الله وحبلٍ من الناس}.
ثم من يلقب من أهل الكفر في المكاتبات إن كان من متدينتهم كالباب والبطرك، ناسبه من الألقاب ما فيه معنى التنسك والتعبد، وإن كان من الملوك ناسبه ما فيه معنى الشجاعة والرياسة والقيام بأمر دينه وتحمله أعباء رعيته وما في معنى ذلك. فقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى هرقل: من محمدٍ رسول الله إلى هرقل عظيم الروم، وفي كتب السيرة أنه صلى الله عليه وسلم كتب إلى كسرى: «من رسول الله إلى كسرى عظيم فارس» وأنه كتب إلى المقوقس: «من محمدٍ رسول الله إلى المقوقس عظيم القبط» فعبر عن كل من الملوك الثلاثة بعظيم قومه لمناسبة ذلك لهم.
وبالجملة فالألقاب التي تكتب إليهم على ضربين:
الضرب الأول: الألقاب المذكرة:
وهي نمطان:
النمط الأول: المفردة:
وأكثر ما تبنى على صفات الشجاعة وما في معناها. وهذه جملة منها مرتبة على حروف المعجم أيضاً، مقفاةٌ عليها.
حرف الألف:
الأسد من الألقاب التي اصطلح عليها بمعنى الشجاعة، وهو في الأصل للحيوان المفترس، ثم استعمل في الرجل الشجاع مجازاً لعلاقة ما بينهما من الشجاعة.
الأصيل من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم أيضاً، وقد تقدم في الكلام على الألقاب الإسلامية نقلاً عن عرف التعريف أنه يختص بكل من له ثلاثة آباءٍ في الرياس، وحينئذ فيكون هنا مختصاً بمن له ثلاثة آباءٍ في الملك، على أنهم الآن لا يقفون مع ذلك بل يراعون من له أدنى نسب.
الانجالوس من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم، وهي لفظة يونانية معناها الملك، واحد الملائكة، وإنما كتب إليهم بذلك مضاهاةً للكتب الواردة عنهم، ولعل الكاتب لم يعلم معنى ذلك، وكذلك غيرها من الألفاظ التي في معناها.
حرف الباء:
البالالوغس من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم، وهي لفظة يونانية أصلها البالي لوغس، ومعناها الكلمة القديمة.
حرف الجيم:
الجليل من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم، ومعنى الجليل في اللغة العظيم، لكن قد استعمل في ألقابهم في المكاتبات لملوكهم، فيقال: الملك الجليل والمراد الجليل بالنسبة إلى ملوك الكفر، وإلا فالكافر لا يوصف بالعظمة. وكان الأحسن أن لا يكتب به إليهم، لا سيما وهو اسم من أسمائه تعالى.
حرف الخاء المعجمة:
الخاشع من الألقاب التي اصطلح عليها لمتدينتهم: كالباب والبطرك. وقد تقدم في الألقاب الإسلامية أنه يكون من ألقاب الصلحاء والصوفية، وأن معنى الخاشع المتذلل.
الخطير من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم، والخطير في اللغة الكبير الجليل القدر، ومنه قولهم: أمرٌ له خطر أي مقدار كبيرٌ.
حرف الدال المهملة:
الدوقس بضم الدال وكسر القاف من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم. وقد يقال الضوقس بالضاد بدل الدال، وهي لفظة يونانية أصلها دقستين، ومعناها المشكور.
حرف الراء المهملة:
الروحاني من الألقاب التي اصطلح عليها للمتدينين منهم، وهو بضم الراء نسبة إلى الروح التي بها مناط الحياة للمخلوقين، ومنه نسب إلى الملائكة والجن روحاني، وبالفتح نسبةٌ إلى الروح بمعنى الرائحة، والمعنى الأول أقرب إلى مراد الكتاب.
حرف السين:
السميدع من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم. قال الجوهري: وهو بضم السين، وقال في كفاية المتحفظ بفتحها، ومعناه السيد، وكأن المراد: سيد قومه وزعيمهم.
حرف الضاد المعجمة:
الضرغام من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم، وهو من أسماء الأسد، لقب به ملوكهم لما فيه من معنى الشجاعة.
حرف الغين المعجمة:
الغضنفر بفتح الغين والضاد المعجمتين وسكون النون وفتح الفاء من أسماء الأسد، اصطلح الكتاب على تلقيبهم بذلك لما في من معنى الشجاعة كالأسد والضرغام. على أنه قد يطلق في اللغة على الرجل الغليظ كما حكاه الجوهري، ولا بأس باستعمال الألفاظ التي لها كامل بارله في المكاتبات إلى الكفار.
حرف القاف:
القديس بكسر القاف، من الألقاب التي اصطلح عليها لمتدينتهم من الباب والبطريرك ونحوهما، وأصله من التقديس وهو التنزيه.
حرف الكاف:
الكرار بتشديد الراء من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم، والكرار صيغة مبالغة من الكر خلاف الفر. والمراد أنه يرجع في المحاربة على قرنه المرة بعد المرة ولا ينهزم عنه.
الكمينيوس من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم، وهو لفظ رومس معناه.......
حرف الميم:
المتبتل من الألقاب التي اصطلح عليها لمتدينتهم، ومعناه المنقطع عن الدنيا.
المتخت بفتح الخاء المعجمة المشددة من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم، والمراد أنه ممن يجلس مثله على تخت الملك لاستحقاقه له.
المتوج بفتح الواو المشددة من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم، والمراد أنه ممن يلبس التاج لا ستحقاقه له.
المحتشم من الألقاب التي اصطلح عليها لتجار الروم والفرنج، والمراد بالمحتشم هنا الرئيس الذي له حشم، وهو خوله وخدمه. وأصل الحشمة في اللغة الغضب، وسمي خول الرجل وخدمه حشماً لأنهم يغضبون له، وبعضهم يطلق المحتشم على المستحيي وعليه عرف العامة وهو المراد هنا، وأنكره ابن قتيبة وغيره حتى قال النحاس إنه لا يعرف احتشم إلا بمعنى غضب وإن كان الجوهري قد حكاه.
المعزز من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم وهو اسم مفعول من العز خلاف الذل.
الممجد من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم وهو مفعل من المجد. وقد تقدم الكلام عليه من الألقاب الإسلامية.
حرف الهاء:
الهمام من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم، وقد تقدم في الألقاب الإسلامية أن معناه الشجاع.
النمط الثاني من الألقاب التي يكتب بها لملوك الكفر الألقاب المركبة:
وهذه جملة منها مرتبة على حروف المعجم أيضاً:
حرف الألف:
آخر ملوك اليونان من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم، وهي تصلح لكل ملك ينتسب إلى اليونان أو قام مقامهم في الملك. واليونان أمةٌ معروفة مشهورة، وكانت مملكتهم أولاً في الجانب الشرقي من الخليج القسطنطيني المعروف الآن ببلاد الروم ثم ملكوا بعدها العراق، والترك، والهند، وبلاد أرمينية، والشام، ومصر، والإسكندرية. ومنهم أكثر الحكماء والفلاسفة، وكانت دولتهم من أعظم الدول، واختلف في نسبهم، فنقل ابن سعيد عن البيهقي وغيره من المحققين أنهم من ولد أفريقش بن يونان، بن علجان، بن يافث، بن نوحٍ عليه السلام، والمنقول عن التوراة أن يونان هو ابن يافث لصلبه، واسمه فيها يافان بفاء تقرب في اللفظ من الواو فعربت يونان، وخالف كثير من المؤرخين فنسبوا يونان إلى عابر بن فالغ، فجعله أخاً لقحطان جد العرب العاربة، وأنه خرج من اليمن مغاضباً لأخيه قحطان فنزل ما بين الأفرنجة والروم واختلط نسبه بنسبهم. وقيل: بل اليونان من جملة الروم من ولد صوفر بن العيص، بن إسحاق، بن إبراهيم عليه السلام.
أسوة الملوك والسلاطين من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم، والإسوة بكسر الهمزة وضمها بمعنى القدوة ومنه قولهم: لي في فلانٍ إسوةً يعني قدوةً، وكأنهم جعلوه إسوةً لملوك الكفر يقتدون به وإلا فلا يجوز إطلاق ذلك على الملوك من حيث هم لدخول ملوك الإسلام فيهم.
العادل في ملته من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم، وقد تقدم معنى العادل والملة في الكلام على الألقاب الإسلامية.
العادل في مملكته من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم، وقد تقدم معنى العادل، والمملكة في الأصل موضع الملك ثم أطلقت على الرعية مجازاً.
الريد أرغون من الألقاب التي اصطلح عليها بعض ملوكهم ممن يملك البلاد المعروفة بأرغون وقد ذكر في الروض المعطار بلاد أرغون، وقال: هو اسم بلاد غرسيه بن شانجة، تشتمل على بلاد ومنازل وأعمال، ولم يذكر في أي حيز هي ولا في أي قطر. وقد رأيت هذا اللقب في التعريف للمقر الشهابي بن فضل الله في ألقاب صاحب القسطنطينية وفي التثقيف لابن ناظر الجيش في ألقاب الأذفونش صاحب طليطلة من الأندلس، ويحتاج إلى تحقيق من يملك هذه الطائفة منهما فيكتب به إليه. والريد في لغتهم بمعنى الملك كما تقدم في الكلام على ريد أفرنس في ألقاب الملوك.
المنصف لرعيته من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم، والرعية من يسوسه الملك، سموا بذلك تشبيهاً لهم بالغنم وله بالراعي.
أوحد الملوك العيسوية من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم، ويصلح للمكانية واليعقوبية جميعاً، لأنه لم يقيد بمذهب من مذاهب النصارى.
أوحد ملوك اليعقوبية من الألقاب التي اصطلح عليها لملوك الحبشة: لأن ملكها من طائفة اليعقوبية.
حرف الباء:
بطل النصرانية من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم، وهو صالح لكل واحد منهم، ومعنى البطل في اللغة الشجاع، سمي بذلك لأنه يبطل حركة قرنه.
بقية أبناء التخوت والتيجان من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم وهي تصلح لكل منهم أيضاً من الملكانية واليعاقبة جميعاً.
بقية الملوك الأغريقية من الألقاب التي اصطلح عليها لبعض الملوك من بقايا طائفة الأغريقية من اليونان، وهم طائفة من اليونان تنسب إلى أغريقش ابن يونان المقدم ذكره، وهم اليونان الأول، وقد ذكره في التعريف في ألقاب ملك الكرج، ولعله أطلع على أنه من بقايا هذه الطائفة، وهو مما يحتاج إلى تحرير.
بقية سلف قيصر من الألقاب التي اصطلح عليها لبعض ملوكهم ممن انتسب إلى القياصرة ملوك الروم أو قام مقامهم. وقيصر اسم قديم لكل من ملك الروم، وأصل هذه اللفظة في اللغة الرومية جاشر بجيم وشين معجمة فعربت قيصر، ولها عندهم معنيان: أحدهما الشيء المشقوق عنه، والثاني الشعر. واختلف في أول من لقب بذلك منهم فقيل: أغانيوش قيصر، أول الطبقة الثانية من ملوك الروم، ماتت أمه وهو حمل فشق بطنها وأخرج فسمي بذلك لما فيه من الشق عليه، وقيل يوليوش قيصر، وهو الذي ملك بعد أغانيوش المقدم ذكره، وقيل أغشطش قيصر وهو الذي ولد المسيح عليه السلام في زمانه، فقد قيل إنه الذي ماتت أمه وهو حمل جوفها وأخرج فسمي بذلك، وقيل لأنه ولد وله شعرٌ تامٌّ فسمي قيصر لوجود الشعر فيه حينئذ.
حرف الجيم:
جامع البلاد الساحلية من الألقاب التي تصلح لكل ملك مملكة متسعةٍ على ساحل البحر كصاحب القسطنطينية ونحوه.
حرف الحاء المهملة:
حافظ البلاد الجنوبية من الألقاب التي اصطلح عليها لملك الحبشة من النصارى، على أنه يصلح لغيره من ملوك السودان أيضاً ممن أخذ في الجنوب من المسلمين وغيرهم.
حامل راية المسيحية من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم، وهي تصلح لكل ملك كبيرٍ من ملوك النصارى والمراد بالمسيحية الملة المسيحية، فحذف الموصوف وأقيمت الصفة مقامه، يريدون ملة المسيح وهو عيسى عليه السلام. واختلف في سبب تسميته بالمسيح، فقيل لأنه كان ممسوح القدمين بمعنى أنه لا أخمص له. وقيل لأنه مسح الأرض بالسياحة، وقيل غير ذلك. أما تسمية الدجال بالمسيح فلأنه ممسوح العين لأنه أعور، وقيل لأنه يمسح الأرض بالسير فيها.
حامي البحار والخلجان من الألقاب التي تصلح لكل من مملكته منهم على البحر، والبحار جمع بحر، وأصله في اللغة الشق، ومنه سميت البحيرة المذكورة في القرآن، وهي الناقة التي تشق أذنها فلا تعارض، والخلجان جمع خليج، وهو الجدول الصغير، والمراد ما يتشعب من البحر كخليج القسطنطينية وجون البنادقة ونحوهما.
حامي حماة بني الأصفر من الألقاب التي تصلح لملوك الروم والفرنج بالممالك العظام، كصاحب القسطنطينية وغيره، والمراد ببني الأصفر الروم فإنهم من ولد صوفر بن العيص، بن إسحاق، بن إبراهيم عليه السلام، والمؤرخو يعبرون عن صوفر بالأصفر. وإنما خصه بحماية الحماة تفخيماً له فإنه إذا حمى الحماة كان بحماية غيرهم أجدر.
حرف الخاء المعجمة:
خالصة الأصدقاء من الألقاب التي اصطلح عليها ملوكهم، والمراد بالخالصة هنا من ليس في صداقته شائبةً.
خلاصة ملوك السريان من الألقاب التي تصلح لكل من ينسب إلى بقايا السريانيين من الملوك. والسريان أقدم الأمم في الخليقة، وكانوا يدينون بدين الصابئة، وينتسبون إلى صابيء بن إدريس عليه السلام. قال ابن حزم: ودينهم أقدم الأديان على وجه الأرض، ومدار مذاهبهم على تعظيم الروحانيات والكواكب. وكانت منازلهم أرض بابل من العراق. قال المسعودي: وهم أول ملوك الأرض بعد الطوفان.
حرف الذال المعجمة:
ذخر ملوك البحار والخلج من الألقاب التي تصلح لكل ملك منهم على ساحل البحر، وقد تقدم معنى الذخر والبحار، والخلج هي الخلجان، وقد تقدم معناها.
ذخر الأمة النصرانية من الألقاب التي تصلح لجميع ملوك النصرانية من الملكانية واليعاقبة، وقد تقدم معنى الذخر والأمة في الكلام على الألقاب الإسلامية.
حرف الراء المهملة:
رضي الباب بابا رومية يجوز أن يكون بفتح الراء وكسر الضاد بمعنى مرضي الباب، ويجوز أن يكون بكسر الراء وفتح الضاد بمعنى أنه يجعل نفس رضا الباب وهو أبلغ. وهو من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم، وقد تقدم في الألقاب الأصول معنى البابا، ورومية اسم لرومية التي بها الباب مقيم، إضافة إليها لإقامته بها، وقد مر القول عليها في الكلام على المسالك والممالك في المقالة الثانية. وتأتي الإشارة إليها في الكلام على مكاتبة الباب في المقالة الرابعة إن شاء الله تعالى.
ركن الأمة العيسوية من الألقاب التي اصطلح عليها لكبار ملوكهم كملك الحبشة ونحوه، ويصلح للملكانية واليعاقبة جميعاً.
حرف الشين المعجمة:
شبيه مر يحنا المعمدان من الألقاب التي تصلح لكبار ملوكهم، ومر يحنا بفتح الميم وسكون الراء المهملة وضم الياء المثناة تحت وبعدها خاء مهملة ونون. ومعنى مر السيد، ويحنا بلغتهم يحيى، والمراد شبيه السيد يحيى، والمعمدان بميمين مفتوحتين بينهما عين مهملة صفة عندهم ليحيى فهم يزعمون أن مريم عليها السلام خرجت بعيسى عليه السلام من الشام إلى مصر وعادت به إلى الشام وهو ابن اثنتي عشرة سنةً، فتلقاه يحيى عليه السلام وهو ابن خالته، فغمسه في نهر الأردن وهو عندهم أصل ماء المعمودية الذي لا يصح عندهم تنصر نصراني إلا به فأطلقوا على يحيى عليه السلام المعمدان لمعنى ذلك، وكأنه شبهه به من حيث إنه أصل المعمودية بزعمهم.
حرف الصاد المهملة:
صديق الملوك والسلاطين من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم، والمراد أن فيه صداقةً ووداً لملوك الإسلام وسلاطينهم.
حرف الضاد المعجمة:
ضابط الممالك الرومية من الألقاب التي اصطلح عليها لصاحب القسطنطينية، وهو نظير حافظ البلاد الجنوبية لملك الحبشة.
حرف الظاء المعجمة:
ظهير الباب بابا رومية من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم، وقد تقدم معنى الباب بابا.
حرف العين المهملة:
عز الملة النصرانية من الألقاب التي اصطلح عليها الأكابر ملوكهم.
عماد بني المعمودية من الألقاب التي اصطلح عليها لكبار ملوكهم، والعماد في اللغة الأبنية الرفيعة، يذكر ويؤنث، وقد مر بيان معنى المعمودية في حرف الشين.
حرف الفاء:
فارس البر والبحر يصلح لمن يكون مجاوراً للبر والبحر من الملوك كأصحاب الجزائر، وقد يصلح لغيرهم أيضاً.
فخر الملة المسيحية من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم، وتصلح للملكانية واليعاقبة منهم.
حرف الميم:
متبع الحواريين والأحبار الربانيين والبطاركة القديسين من ألقاب عظماء ملوكهم، والمراد بالحواريين أصحاب عيسى عليه السلام الذين بعثهم إلى أقطار الأرض للبشارة به وللدعاية إلى الله تعالى، وعنهم أخبر تعالى بقوله: {قال الحواريون نحن أنصار الله} وهم اثنا عشر نفساً، أسماؤهم يونانية.
أحدهم بطرس، ويقال له شمعون الصفا، وهو الذي بشر بالقدس وأنطاكية وما حولها.
والثاني أندراوس. وهو الذي بشر ببلاد الحبشة والسودان.
والثالث يعقوب بن زيري. وهو الذي بشر بمدينة.......................
والرابع يوحنا الإنجيلي، وهو الذي بشر ببلاد أفسس وما معها.
والخامس فيلبس، ولم أقف على موضع بشارته.
والسادس برتلوما، وهو الذي بشر في الواحات والبربر.
والسابع توما، ويعرف بتوما الرسول، وهو الذي بشر في السند والهند.
والثامن متى، وهو الذي بشر بأرض فلسطين، وصور، وصيدا، ومصر، وقرطاجنة من بلاد المغرب.
والتاسع يعقوب بن حلفا، وهو ممن بشر ببلاد الهند أيضاً.
والعاشر سمعان، ويقال شمعان الصفا، وهو الذي بشر بشمشاط وحلب ومنبج وبزنطية: وهي القسطنطينية.
والحادي عشر بولس، ويقال له تداوس، وهو الذي بشر بدمش وبالقدس أيضاً وبلاد الروم والجزائر ورومية.
والثاني عشر يهوذا الأسخريوطي، وهو الذي خرج عن طاعة المسيح ودل عليه اليهود ليقتلوه فألقى الله تعالى شبه المسيح عليه فأمسكه اليهود وقتلوه وصلبوه ورفع الله تعالى المسيح إليه، وليس هذا من المراد بالحواريين هنا، لأنه قد خرج عن دائرتهم. فلفظ الحواريين مأخوذ من الحور، وهو شدة البياض، سموا بذلك لصفائهم وتفانيهم في اتباع المسيح عن الدخل، وقيل لأنهم كانوا في الأول قصارين يبيضون الثياب.
والأحبار جمع حبر، بفتح الحاء وكسرها، وهو العالم.
والربانيون جمع رباني، وقد تقدم معناه في الألقاب الإسلامية.
والبطاركة جمع بطرك، وقد تقدم الكلام عليه في الألقاب الأصول وأن أصله بطريرك، وأنه يقال فيه فطرك بالفاء بدل الباء، وكان لهم خمسة كراسي كرسي برومية، وهو الذي قعد فيه الباب، وكرسي بالإسكندرية، وهو الذي استقر لبطرك اليعقوبية الآن، وكرسي ببزنطية وهي القسطنطينية، وكرسي بأنطاكية وكان فيه بطرك النسطورية، وكرسي بالقدس وهو أصغرها عندهم.
محيي طرق الفلاسفة والحكماء من الألقاب التي اصطلح عليها لصاحب القسطنطينية، لأن مملكته منبع حكماء اليونان وفلاسفتهم. والفلاسفة جمع فيلسوف بكسر الفاء، وهي لفظ يوناني مركب من مضاف ومضاف إليه، معناه محب الحكمة، فلفظ فيل بمعنى محب، وسوف بمعنى الحكمة، وهم يطلقون الفلسفة على من يحيط بالعلوم الرياضية، وهي: الهيئة والهندسة والحساب واللحون وغيرها، والحكماء جمع حكيم، وهو من يحسن دقائق الصناعات ويتقنها أو من يتعاطى الحكمة، وهي معرفة أفضل الأشياء وأفضل العلوم، وأول ما صارت الحكمة فيهم في زمن بختنصر، ثم اشتهرت فيهم بعد ذلك، ولذلك عبر بالفلاسفة القدماء إشارة إلى أول زمن الحكماء.
مخول التخوت والتيجان من الألقاب التي اصطلح عليها لصاحب القسطنطينية لعظم مملكته في القديم والحديث، والمخول المملك، والتخوت جمع تخت، وهو كرسي الملك الذي يجلس عليه الملك في مجلسه العام، والتيجان جمع تاج، وهو الذي يوضع على رأس الملك إذا جلس على تخته، والمعنى أنه يعطي الملوك الممالك من تحت يده لسعة مملكته وعظمتها، وقد كانت القسطنطينية قبل غلبة الفرنج وقوة شوكتهم ملكاً عظيماً.
مسيح الأبطال المسيحية من الألقاب التي اصطلح عليها لأكابر ملوكهم كصاحب القسطنطينية. أضاف المسيح إلى الأبطال ثم وصفها به جمعاً له بين رتبتي الشجاة والتدين بدينه.
مصافي المسلمين من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم، والمصافي مفاعل من الصفاء، والمراد أنه صافي النية للمسلمين، والمسلمون صافو النية له.
معز النصرنية من الألقاب التي اصطلح عليها لأكابر ملوكهم، والمراد بالنصرانية ملة النصرانية، حذف الموصول وأقام الصفة مقامه، والنصرانية في الأصل منسوبة إلى الناصرة، وهي القرية التي نزلها المسيح وأمه عليهما السلام من بلاد القدس عند عودهما إلى مصر، وقيل مأخوذة من قوله تعالى حكاية عن عيسى عليه السلام: {من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله}.
معظم البيت المقدس من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم، وربما زيد فيها فقيل: معظم البيت المقدس بعقد النية لموافقة الروي في السجعة التي تقارنها؛ ويصلح لكل ملك من ملوكهم لأن جميعهم يعتقدون تعظيم البيت المقدس، والبيت المقس معروف، والتقديس التنزيه والتطهير.
معظم كنيسة صهيون من الألقاب المختصة بملك الحبشة لأنه يعقوبي، وكنيسة صهيون بالإسكندرية، وهي كنيسة بطرك اليعاقبة الآن. ومعتقدهم إنه لا يصح ولاية ملك منهم إلا باتصال من هذا البطرك؛ على أنه في ابتداء البطركية في زمن الحواريين لم يكن بكرسي الإسكندرية أحد من الحواريين، إنما كان بها مرقص الإنجيلي تلميذ بطرس الحواري صاحب كرسي رومية، والنصارى يومئذ على طريقة واحدة قبل ظهور الملكية واليعقوبية، فلما افترق دين النصرانية إلى الملكية واليعقوبية وغيرهم، كانت بطركية الإسكندرية يتدولها الملكية واليعقوبية تارةً وتارةً بحسب انتحال الملوك والميل إلى كل من المذهبين، ثم استقرت آخراً في بطرك اليعاقبة إلى زماننا، وتبعه ملوك الحبشة لانتحالهم مذهب اليعاقبة، كما تبع الروم والفرنجة الباب برومية، لانتحالهم مذهب الملكانية، وسيأتي الكلام على طرف من ذلك في الكلام على مكاتبة ملك الحبشة إن شاء الله تعالى.
ملك ملوك السريان من الألقاب التي اصطلح عليها لصاحب القسطنطينية لعظمتة عندهم، وقد تقدم ذكر السريان فيما قبل.
مواد المسلمين من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم، وهو بتشديد الدال أخذاً من المودة.
مؤيد المسيحية من الألقاب التي اصطلح عليهم لملوكهم، والمؤيد المقوي، والمراد بالمسيحية الملة المسيحية، كما تقدم بيانه، وربما قيل مؤيد العيسوية: والأمر فيهما كذلك.
حرف النون:
ناصر الملة المسيحية من الألقاب التي اصطلح عليها لأكابر ملوكهم، وقد تقدم معنى هذه الألقاب في مواضعها.
حرف الواو:
وارث التيجان من الألقاب التي اصطلح عليها لملوكهم، وقد تقدم معنى التيجان، والمراد أنه انتقل إليه الملك وراثةً من آبائه.
وارث آبائه في الأسرة والتيجان من الألقاب التي اصطلح عليها لمن يكون عريقاً في الملك، وهو قريب من اللقب الذي قبله.
وارث القياصرة العظماء من الألقاب التي اصطلح عليها لصاحب القسطنطينية التي هي قاعدة القياصرة، وقد تقدم أول من سمي قيصر فيما سلف من الألقاب.
الضرب الثاني من ألقاب أهل الكفر: الألقاب المؤنثة:
بأن يكون اللقب الأصل مؤنثاً فتتبعه الألقاب الفروع في التأنيث. ولها حالتان:
الحالة الأولى أن يكون اللقب الأصل لمؤنث غير حقيقي كالحضرة مثلاً، فترد ألقابه مؤنثة، وفي الغاب إنما يقع التأنيث في اللقب الأول ثم ينتقل إلى الألقاب المذكرة، مثل أن يقال: الحضرة العالية أو السامية أو العلية، حضرة الملك الجليل ويؤتى بما يناسبه من الألقاب بعد ذلك، وربما أوتي للحضرة بلقبين فأكثر طلباً للتفخيم، ثم يعدل إلى الألقاب المذكورة، مثل الحضرة العالية المكرمة ثم يقال حضرة الملك الجليل وما أشبه ذلك.
الحالة الثانية أن يكون اللقب الأصل لمؤنث حقيقي بأن يكون لامرأة كما إذا كانت ملكة في بعض ممالكهم، على قاعدة الأعاجم في إسناد الملك إلى بنات الملوك، فيؤتى بألقابها المفردة والمركبة مؤنثةً، فيكتب مثلاً الملكة الجليله المكرمه المبجله الموقره المفخمة المعززة فلانة العادلة في مملكتها، كبيرة دين النصرانية، نصرة الأمة العيسوية، حأمية الثغور، صديقة الملوك والسلاطين، وما أشبه ذلك، ومعاني هذه الألقاب معلومةً مما تقدم.
قلت: قد أتيت من ألقاب أهل الإسلام وألقاب أهل الكفر: المفردة والمركبة على ما تضمنه التعريف بالمصطلح الشريف للمقر الشهابي بن فضل الله، وعرف التعريف في الإخوانيات له، وتثقيف التعريف للقاضي تقي الدين ابن ناظر الجيش إلا ما شرد عنه القلم، مع ما ضممته إلى ذلك مما وجدته في غيرها من الدساتير المجموعة في السلطانيات والإخوانيات المصرية والشامية جارياً على عرفهم مما استعمله أهل الزمان ومن قاربه، والكاتب الماهر إذا فهم أصلها وعرف طرقها، اخترع ما شاء من الألقاب والنعوت، والضابط في وضع الألقاب أن يراعى فيها أحوال المكتوب له، فيؤتي منها بما يناسب حاله في الوظيفة والرياسة وسائر أوصاف المدح اللائقة به، فيؤتى لصاحب السيف بالألقاب المقتضية للشجاعة والبسالة مثل المجاهدي والمثاغري والمرابطي وما أشبه ذلك. وربما أضيف له بعض الألقاب المقتضية للعلم والصلاح، كالعالمي والعاملي ونحو ذلك، لاشتراك الناس في المدح بمثل ذلك. ويؤتى للعالم والقاضي ونحوهما بالألقاب المقتضية للعلم كالعالمي والمحققي ونحو ذلك. وربما أضيف إليها الألقاب المقتضية للصلاح لتمدح العلماء به. ويؤتى للصوفية وأهل الصلاح بالألقاب المقتضية للصلاح والتعبد كالعابدي والزاهدي ونحوهما. ويؤتى لكتاب الإنشاء بالألقاب المقتضية للبلاغة كالبليغ والمفوهي ونحوهما. ويؤتى للنساء بالألقاب المقتضية للصيانة والعفة كالمصونة والمحجبة وما أشبههما. ويؤتى لأهل الكفر من الملوك ونحوهم بما لا حرج فيه على الكاتب كالشجاعة وما في معناها، والتقدم على ملوك طائفته وأهل ملته وما في معنى ذلك. فإن اجتمع في شخصٍ واحدٍ أوصافٌ متعددةٌ من الممادح جمعت له، على أن أكثر ما يستعمله الكتاب من الألقاب غير موجودة في صاحبها، وإنما هي ألقابٌ حفظوها لرتبٍ معينة لا يسعهم الإخلال بشيء منها وإن كانت كذباً محضاً و{إنا لله وإنا إليه راجعون}. وقد كان في القديم قاعدةٌ مستقرةٌ. وهو أنه لا يلقب أحد بلقب ولا يكنى بكنية إلا أن يكون الخليفة هو الذي يلقب بذلك أو يكني.